التشجيع الرياضي ثقافة… تعكس صورة المجتمع… عزام ريفي

متعة الرياضة بشكل عام، وخصوصا الجماعية منها، تتمثل بالجمهور الذي يعد ثروة وعنصر أساسي لأي فريق في العالم، يواكبه، يؤازره ويقف الى جانبه في الصعاب، ويشجعه ويدعمه في الإنتصارات، فلا طعم ولا لون لأي رياضة، ولا شعبية لأي فريق من دون جمهوره.

لكن للتشجيع أسس وشروط وحدود وحواجز، فهو يعتبر ثقافة بحد ذاته، تعكس صورة الجمهور والأشخاص التابعين لأي فريق وحتى أنها تعكس صورة المجتمع، وهي التي تحدد ان كان هذا الجمهور راق، يتمتع بروح رياضية، يحترم الخصم، أم هو جمهور غير أخلاقي أو ″أزعر″.

في هذا السياق قام الإتحاد اللبناني لكرة السلة باتخاذ اجراءات صارمة، وبإيقاف جمهورين لفريقين في الدوري اللبناني في أقل من اسبوع وذلك بسبب سوء السلوك والتشجيع غير الأخلاقي لبعض الأشخاص الموجودين ضمن الجمهور.

ومما لا شك فيه أن رئيس الإتحاد اللبناني لكرة السلة أكرم الحلبي لن يتهاون أبداً مع أي تصرف خارج نطاق التشجيع النظيف والأخلاقي والرياضي، وذلك كان واضحاً في مداخلة له في برنامج ″انسايد غايم″، حيث شدد على أنه مستعد أن يكمل البطولة من دون جمهور اذا احتاج الأمر. ولكن لا تكفي هذه الإجراءات من قبل الإتحاد، حيث تقع على إدارات الفرق مسؤولية مساعدة وتسهيل عمل هذا الإتحاد عن طريق ضبط وفلترة جماهيرها، بايقاف الأشخاص الذين يأتون بهدف غير رياضي الى الملاعب ومنعهم من دخولها.

أما بالنسبة لطريقة التشجيع اللبنانية، فهناك ثقافة سائدة، ومفهوم خاطئ عن التشجيع، وهي ثقافة عدم احترام الخصم، جمهورا كان أم لاعبين عن طريق شتمهم، وتصغيرهم ووصفهم بأبشع الكلام والتعابير، بدلاً من تطبيق هدف التشجيع الأساسي وهو مؤازرة الفريق وتشجيعه طيلة فترات المباراة لتبقي الحماس والروح التنافسية عند اللاعبين.

ثقافة الشتم السائدة في المدرجات اللبنانية تخلق جوا متشنجا على أرض الملعب، وتحول المباراة الى قنبلة موقوتة، قد تتسبب باشعال فتيل شجار في أي لحظة ينتج عنه عواقب وخيمة وصولا الى الفتنة، اضافة الى خلق فكر الإنتقام المتمثل بمقولة العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم لدى الجمهور المنافس، لتتخذ بذلك مباريات بطولة لبنان منحى بعيداً كل البعد عن الأخلاق الرياضية، والتشجيع النظيف.

يضاف الى ذلك، عدم احترام الخصم واللاعبين والأندية الأخرى، فثقافة التشجيع السائدة لا تحترم أعضاء الجمهور الواحد، الذي يتألف من جميع الأجناس والأعمار، الأمر الذي يطرح احتمالية انخفاض عدد المشجعين، أو اقتصارها على عنصر الشباب فقط، باتخاذ الكثير من العائلات اللبنانية، قرار بعدم ارسال أولادهم أو بناتهم الى المباريات، كونها تكفي لأي ولد أو فتاة بين ال10 و 16 سنة مباراة كرة سلة واحدة لتكون مدرسة تعلمه جميع ومختلف العبارات المخلة بالأخلاق فضلا عن الشتائم.

تعد لعبة كرة السلة في لبنان متنفسا للعديد من اللبنانيين، الذين يأتون الى الملاعب هرباً من أعباء الحياة، ومصاعب العيش، لافراغ الطاقة السلبية التي يحملونها على أكتافهم طيلة اليوم، عن طريق الوقوف خلف فريقهم ومؤازرته وتشجيعه، لاعادة ملئ طاقة ايجابية يواجهون فيها أعباء يومهم التالي، فلا ذنب لهؤلاء أن يحرموا من متعة التشجيع ودخول الملاعب، بسبب أشخاص فاقدي الإحترام والأخلاق والروح الرياضية، يضرون اللعبة بانعدام مسؤوليتهم تجاهها بدلاً من أن يكونوا عناصر فاعلة لدعمها وتطويرها.


مواضيع ذات صلة:

  1. مؤسف حال الرياضة في لبنان.. اشكال، تضارب واصابات بعد مباراة الحكمة والشانفيل… عزام ريفي

  2. هل انتقلت عدوى كأس العالم الى دوري أبطال أوروبا؟.. عزام ريفي

  3. لم لا ينظم الإتحاد اللبناني لكرة السلة ″ويك أند النجوم″ بنسخته الثالثة؟… عزام ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal