هل يفعلها المتروبوليت عودة؟… مرسال الترس

توقف المتابعون باهتمام عند حيثيات اللقاء الذي خص به وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو (على هامش زيارته للبنان) راعي أبرشية بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المتروبوليت الياس عودة دون سواه من رجال الدين، وما أكثرهم في لبنان انطلاقاً من وجود ثمانية عشر طائفة في بلد الاربعة ملايين نسمة.

ففي حين كان واضحاً ان الهدف المحوري من حلول الزائر الاميركي في العاصمة اللبنانية كان استهداف حزب الله ومن يدور في فلكه. تعددت الروايات والتحليلات حول الاسباب التي حدت بالوزير الاميركي على تخصيص المطران عودة باللقاء المشار اليه ووصفه بانه “زيارة عائلية ممتعة لصديق عزيز”، ولكن المطرانية أصدرت بيانا جاء فيه: “ان البحث تطرق الى امور تخص الكنيسة الارثوذكسية والرعية الانطاكية في ولاية كنساس التي تنتمي اليها زوجة بومبيو الارثوذكسية المذهب”!

أما بعض وسائل الاعلام المحلية فقد أشارت الى أن الزيارة: “ليست ذات طابع ديني، ولكن نسبة لوجود عدد كبير من الناخبين الاميركيين من اصل لبناني ومن منطقة مرجعيون ينتمون للطائفة الارثوذوكسية في ولاية كنساس التي يُنتخب عنها بومبيو”. وهنا تساءل المراقبون: اذا كان ذلك صحيحاً فلماذا لم يتم اللقاء مع متروبوليت صيدا وصور ومرجعيون للروم الارثوذكس المطران الياس كفوري، على سبيل الاختصاص؟

في غضون ذلك نقلت صحيفة “الانباء” الكويتية عن مصادر متابعة في مطرانية بيروت الارثوذكسية لفتتها الى ان “الامور الخاصة بالكنيسة التي تحدث عنها البيان قد تكون على تماس مع الاستقلال المرجعي لارثوذكس اوروبا والشرق الاوسط عن الكنيسة الروسية بدعم اميركي انطلاقا من ازمة اوكرانيا”!…وهذا التوجه كان قد حذّر منه مؤخراً الرئيس السوري بشار الاسد أمام وفد روسي وفيه أن هناك مساعٍ جارية لاحداث شرخٍ في البطريركية الانطاكية كما حصل عندما أعلنت الكنيسة الاوكرانية العام الماضي انفصالها عن الكنيسة الروسية الأم.

 وفي هذا السياق تفتحت ذاكرة المتابعين على السجال الحاد الذي خرج الى العلن في تسعينيات القرن الماضي عندما أبدى راعي ابرشية نيويورك السابق المتروبوليت فيليبس صليبا رغبة لاقامة بطريركية في نيويورك وأميركا الشمالية انطلاقاً من كونه “يمون” على تسعة اساقفة في رعيته، في حين أن عدد الابرشيات التابعة للبطريركية المشرقية لم يكن حينها اكثر من ذلك بكثير. الامر الذي رفضه بشدة حينها بطريرك انطاكية وسائر المشرق البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم.

وازاء ما تقدم، طرح المتابعون أكثر من تساؤل وعلامة استفهام ومنها: هل يمكن أن يتحمل المتروبوليت عودة تبعات أي قرار في بطريركية انطاكية مشابه لما حصل في اوكرانيا، أم ان البطريرك يوحنا اليازجي الذي زار موسكو مؤخراً والتقى الرئيس فلاديمير بوتين والبطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا سيقطع الطريق على أي تفكير أو اتجاه لعدم إبقاء مقر البطريركية المشرقية في دمشق، أو شرذمة قرارها؟..


مواضيع ذات صلة:

  1. لماذا السنيورة مجدداً رأس حربة في وجه حزب الله؟… مرسال الترس

  2. أين صوت بكركي من ″ترهات″ نعمة الله ابي نصر؟… مرسال الترس  

  3. مَن ولماذا يعرقلون استخراج النفط والغاز في لبنان؟… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal