باسيل في الضنية بدعم مستقبلي.. ماذا عن الشعارات؟… عمر ابراهيم

لا تزال الزيارة التي قام بها الوزير جبران باسيل الى الضنية والحفاوة التي استقبل بها تلقى ردود فعل مستهجنة من قبل ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي وصلت الى حد السخرية بعبارات مقتبسة من شعارات لطالما تغنى بها نواب وقيادات تيار المستقبل عند الملمات، او عندما يكونوا في مواقف حرجة سياسيا وإنتخابيا.

فالمستقبل الذي درجت العادة على أن يستخدم شعارات سياسية ضد حزب الله والنظام السوري مع كل استحقاق، يجد نفسه محرجا في بعض الاحيان بسبب ردات فعل جمهور واسع كان حتى الامس القريب يؤمن بتلك الشعارات او يصدق مطلقيها.

هذه الشعارات التي صمّت آذان ابناء طرابلس والمنية والضنية وعكار وباقي المناطق اللبنانية في الانتخابات الاخيرة وقبيل تشكيل الحكومة، انتهى مفعولها مع التئام الجميع داخل حكومة وحدة وطنية، لكنها عادت مؤخرا الى مسامع الناخبين الطرابلسيين الذين إنتقدوا مطلقيها بشدة، ما اضطرهم الى استبدال الشعار الموجه ضد حزب الله والنظام السوري بشعارات أخرى، وان كانت ماكينتهم ما تزال تعمل على استخدام ذاك الشعار في الحملات الاعلامية وخلال اللقاءات مع الناخبين، بهدف استمالة عطفهم ودفعهم الى المشاركة في الاقتراع من دون تكليف انفسهم عناء اطلاق الوعود الانمائية او دفع فاتورة وعودهم السابقة.

ومما يثير استغراب البعض انه في الوقت الذي تشن فيه حرب الانتقادات ضد حزب الله في طرابلس وعلى حلفاء النظام السوري، يشارك على بعد بضعة كيلومترات في الضنية قيادات ونائب “المستقبل” في احتفال مع من يصفه البعض بانه حليف حزب الله والنظام السوري جبران باسيل، خلال تدشينه مكتبا للتيار الوطني الحر في المنطقة.

هذه الازدواجية في المواقف من قبل تيار المستقبل كما عبر عنها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، فتحت الباب امام سيل من الانتقادات والتعليقات ومنها هل ان “المستقبل” يملك عدة خطابات تتناسب مع كل ظرف سياسي ومع كل منطقة؟، وكيف له ان يهدد بكسر حزب الله وهو يفتح الطرقات في مناطقه امام حليف الحزب؟، وهل ان “المستقبل” فعلا هو خصم لحزب الله ام ان هكذا شعارات هي للاستهلاك المحلي ولتحسين بعض الشروط وتحقيق المكاسب؟.