باسيل في الضنّية: رسائل في أكثر من اتجاه… عبد الكافي الصمد

كثيرة هي النقاط اللافتة والإشارات السياسية المعبرة التي يمكن إلتقاطها بسهولة من زيارة رئيس التيار الوطني الحرّ وزير الخارجية جبران باسيل إلى المنية والضنية يوم أمس، والتي كانت ماراتونية وتوقف فيها في أكثر من محطة، وأعلن فيها أكثر من موقف سياسي لا ينبغي أن يمرّ مرور الكرام.

الزيارة بدأت قبل الظهر من بلدة مركبتا، وأعقبها صعوده إلى بلدة السفيرة في أعالي جرود الضنية حبث استكشف معبدها الروماني الذي يعود بناؤه للقرن الثاني بعد الميلاد، ثم توقف في بلدية سير حيث جال في مركز الضنية للرعاية والتنمية ودار الأيتام الإسلامية، قبل أن يختتم جولته برعايته حفل افتتاح مكتب التيار البرتقالي في المنطقة، ببلدة كفرشلان، وإلقائه من هناك كلمة سياسية حفلت بالكثير من المضامين السياسية في قاعة بلدية كفرشلان المجاورة لمكتب التيار.

وأبرز هذه النقاط يمكن تلخيصها بالتالي:

أولاً: أعلن باسيل بوضوح أن التيار الوطني الحرّ سيكون له مرشحاً عن الضنية في الإنتخابات النيابية المقبلة، وهو أمر لم يقدم عليه التيار البرتقالي في انتخابات 6 أيار 2018، ما يعني بأن التيار سيكون لاعباً سياسياً جديداً بالمنطقة في استحقاق 2022، وهو ما أعلنه باسيل أمس على مسمع من الجميع، النائب سامي فتفت والنائب السابق قاسم عبد العزيز ومنسق التيار الأزرق في الضنية نظيم الحايك، عندما قال إن الضنية منطقة “يوجد فيها نائبان، والتيار الوطني الحرّ من حقه أن يشتغل حتى يكون له نائب فيها”، مضيفاً: “أنا اليوم بوجودي هنا كي أحمّس سامي فتفت ليعمل أكثر، فأين المشكلة، دعه يشعر أنه مضغوط وأن التيار نزل على الأرض ولا أحد يدري ماذا سيحصل”.

ثانياً: برغم جلوسهم أمامه في الصف الأول، فإن باسيل وجّه إنتقادات ضمنية إلى نائبي الضنية، الحالي والسابق، موضحاً أن أحد منهما لم يراجعه أيام توليه وزارة الطاقة والمياه للبحث معه شؤون وشجون ومشاريع المنطقة المتعلقة بالمياه والكهرباء، وصولاً إلى اتهامهما بشكل غير مباشر بالفساد، عندما تطرّق الى ملف سد بريصا “المبخوش”، مقترحاً بلهجة فجّة “إما أن نسده أو نسدهم، وأحسن شيء إذا سدّينا لهم جيوبهم”، في إشارة تقاطعت مع ما سمعه من مواطنين وفاعليات في المنطقة من إتهامات ضمنية لتيار المستقبل “بالفساد والهدر المالي في مشاريع المنطقة، وعلى رأسها سدّ بريصا”.

ثالثاً: على عكس ما أثير عنه مؤخراً من أنه يسعى إلى الإستئثار بجميع حصة المسيحيين في التعيينات الإدارية في الدولة، ما أثار إعتراض القوى المسيحية الأخرى عليه، وتحديداً القوات اللبنانية وتيار المردة وحزب الكتائب، بدا باسيل أمس على النقيض من كل ذلك، من غير أن يعرف إن كان تراجعه عن اقتناع أم خطوة تكتيكية، عندما قال إنه “عندما نتخاصم مع أحد لا نفعل ذلك لأننا نريد أن نلغيه، لأنه لا أحد يقدر أن يلغي أحداً”، موضحاً أن “هذا بلد لا يوجد فيه حاكم أوحد، وليس فيها طائفة وحيدة ولا حزب وحيد”، داعياً إلى “الحفاظ على التنوّع سياسياً وطائفياً، وأن “كل من يريد أن يعمل آحادية في طائفته يجب أن يسقط، ويجب علينا جميعاً أن لا نسمح بالآحادية”.

رابعاً: دق باسيل ناقوس الخطر بما يتعلق بالوضع الإقتصادي في لبنان، عندما أشار إلى أنه “علينا أن نتحضّر لأيام صعبة، لأن بلدنا إنهياره سيكون إقتصادياً”، وكاشفاً أنه “علينا معرفة أن هناك قرارات صعبة سنتحملها لسنوات”، راداً السبب الرئيسي للأزمة الإقتصادية المقبلة إلى سلسلة الرتب والرواتب التي جرى إقرارها لأنها “سبب ذهاب البلد إلى الإفلاس”.

Post Author: SafirAlChamal