الزميلة كلاريا الدويهي تُرثي ياسمينتها البيضاء

غيّب الموت السيدة ياسمين جواد صوطو والدة الزميلتين كلاريا ورانيا الدويهي من مكتب ″الوكالة الوطنية للاعلام″ في زغرتا.

يحتفل بالصلاة لراحة نفسها غدا الأربعاء عند الرابعة بعد الظهر في كنيسة مار يوحنا المعمدان في زغرتا.

وكتبت الزميلة كلاريا الدويهي رثاء لوالدتها الراحلة على صفحتها في موقع ″فايسبوك″ واصفة إياها بـ″الياسمينة البيضاء″ فقالت: هي لا تشبه أحداً لأنها ″الياسَمينة″.

لم تذبل مع الفصول رغم ما مرّ عليها من مصاعب وهموم بقيت صامدة لا تنحني.

هي التي ربّت وتعبت وسهرت، هي التي ضمّت ولمّت وحملت الهَم.

كانت ياسمين إم رومانوس اللقب الأحّب الى قلبها، انسانة مؤمنة، مهذبة وفيها من القداسة ما يكفي لتنثر الحب والكلام المؤدب واحترام الذات والآخر فهي لم تسىء يوماً لأحد أو تتمنَّى الشّر له.

أمّا يداها فلهما قصة أعرف من أين تبدأ لكن لا أعرف أين تنتهي .

بقيت يداها تطهوان حتى ما قبل آخر نفس بأيام معدودات، لكنهما كانتا تستريحان يوم الجمعة العظيمة فهي كانت تحضّر “القمحية والكبّة حمّص “يوم الخميس لأن “جناز يسوع” موعد مقدّس.

طهت لكثيرين: لعائلتها، للأقارب، للضيوف ولم تترك فرصة لأحد كي يطهوَ لها.

مسبحتها رفيقتها الدائمة وقدّاسها بعد الظهر موعد ثابت لا تتغيب عنه تحت أي ظرف.

أمّا روحها ففيها من الفكاهة مقدار ما فيها من العاطفة.

متزنة هي وتفهم في الأصول فعند وفاة أحد من أقربائنا جدّي، أو جدّتي أو أعمامي…. كنّا نعلم ذلك من صفّة الكراسي في صالون منزلنا ومن ثيابنا باللون الكحلي التي كانت تجهزّها لنا إحتراماً للمناسبة المحزنة.

هي مثال للتضحية ألغت نفسها لأجلنا ولأجل الآخرين.

أحبّت إصهرتها وأحبّت كنتها تيتيان كبناتها، كما نحن جميعاً أحببناها، وكانت تفرح برفقتها وإمضاء الوقت معها.

كانت تحاول المشاركة في معظم الجنازات التي تحصل في زغرتا، ،قبل أن يخونها جسدها، وتعود الى البيت باكية وكأن الميّت قريبها فهي كانت تؤكد الإحساس مع الناس واجب و المحزون عينه ضيقة و الناس توجبّك كما توجبّها.

أنيقة هي وأناقتها ببساطتها.

هادئة في حياتها كما في استعدادها للمغادرة الى دنيا الحق.

تركتنا ياسمين أجمل أمّ رأتها عيناي وأحبّها قلبي.

فخسرنا في غيابها من الصفات الحلوة ما يكفي لنبكيها بحسرة .

كما خسِرنا صوتاً في الكنيسة يصلّي لنا ولعائلاتنا بحرارة ويدعو لنا ولأزواجنا ولأولادنا بكل خير.

الكلام عنها لا ينضب ولا ينتهي.

لقد قيل الموت بين الأهل نعاس، نعست ياسمين وغفت بعد تعبٍ. لكن غفوتها هذه المرة كانت الى الأبد.

وداعاً أسّومة،

وداعاً ياسمينتي، يا حبيبة قلبي وقلبنا جميعاً. كلنّا نبكيكِ لأنكِ مميّزة بصفاتك.

هناك قدّيسون على مذابح الرّب وأنت قدّيسة بيننا غادرتنا على رجاء القيامة في يوم عيد مار يوسف أب العائلة والكنيسة.

 

Post Author: SafirAlChamal