ألا يكفي ما فعله سفاح المسجدين في نيوزلندا ليُطلق عليه إسم إرهابي؟… عزام ريفي

مرت نحو أربعة أيام على مجزرة نيوزيلندا الدموية، التي ارتكبها سفاح أسترالي الجنسية بدم بارد وقلب ميت ومن دون تردد، معتدياً على حرمة مسجد النور، وذهب ضحيتها 50 شهيدا والعديد من الجرحى والمصابين.

انتهت فاجعة نيوزيلندا ولكن تداعياتها ومآسيها لم تنته ولن تنتهي في المدى القريب، خصوصاً بعد كل الخفايا والقصص التي ظهرت للعلن والحقائق التي كُشفت من بعد حدوثها، وصولاً الى ظهور الإرهابي التابع لتيار اليمين المتطرف العالمي، في المحكمة والذي لم يتفوه بأي كلمة، مكتفياً بقيامه بحركة بيده دلالةً على تفوق العرق الأبيض.

ذهب ضحية العمل الإرهابي الشنيع 50 شهيداً، قتلوا جميعهم من دون ذنب وهم يؤدون صلاة الجمعة، حتى أنهم لم يقوموا بالدفاع عن أنفسهم، ورغم كل ذلك ما تزال وسائل الإعلام العالمية غير معترفة بإرهابية هذا العمل، واصفةً اياه بالهجوم على المسجدين، فماذا يمكن للمرء أن يفعل ليصبح ارهابيا؟.

الا يكفي أن يكون في رقبته دم 50 شهيداً، كي تطلق عليه صفة ارهابي؟ ألا يكفي أنه سبب في مآسي العديد من العائلات المسلمة حول العالم بعد الكشف عن هويات الشهداء، كي تطلق عليه صفة الارهابي؟ ألا يكفي أنه قتلهم من دون أن يرف له جفن، وبدم بارد، وعن سابق تصور وتصميم حتى يكون ارهابيا؟ ألا يكفي أنه وثق عملية قتلهم مباشرة على الهواء، حتى يدرج عمله في قائمة الإرهاب؟ ألا يكفي أنه كان في كامل قواه العقلية ووعيه حين ارتكب المجزرة، أي أنه ليس بالمختل عقلياً كما وصفته بعض وسائل الإعلام، حتى يُنعت بالارهابي؟ ألا يكفي تمثله بالإرهابيين الذين سبقوه بارتكابهم لعمليات مشابهة، كي يكون إرهابيا مثلهم؟ ألا يكفي فكره المتطرف، وإفتخاره بالتبعية للتيار اليميني الذي له تاريخ واسع من الأسماء الذين قاموا بأعمال مماثلة، ليدرج اسم السفاح الأسترالي والتيار معاً ضمن قائمة الإرهاب؟ أم هل كان عليه فقط أن يكون مسلماً أو أن يُشهر إسلامه بعد المجزرة كي لا تتردد وسائل الإعلام في اتهامه بالإرهاب؟.

مما لا شك فيه أن وصف وسائل الاعلام العالمية حتى الآن للعمل الإرهابي، بالهجوم، وعدم اعتراف المحكمة حتى اللحظة أن ما قام به السفاح الأسترالي هو عمل ارهابي، لا يدل سوى على كم العنصرية المتواجد في هذا العالم، وعلى عدم المصداقية في نقل الحقائق والأخبار، وقول الحقيقة الكاملة، الأمر الذي قد يؤدي الى تضليل الرأي العام، وقد ينتج عنه عواقب وخيمة في المستقبل القريب أو البعيد، لا تتحمل مسؤوليتها سوى وسائل الإعلام هذه.

هذا بالإضافة لما سيحمله قرار المحكمة في نيوزيلاندا من تداعيات، خصوصاً  أن السفاح الأسترالي سينجو من عقوبة الإعدام، بعد الغائها في عام 1989 في نيوزيلاندا، وقد تكون أقصى عقوبة له، السجن مدى الحياة، فهل يتسحق أمثاله البقاء بين الأحياء؟ أو العيش بين البشر؟ وكيف سيتعايش وسيتعامل كل من ذاق مرارة وبشاعة الفاجعة مع هكذا قرار، من شأنه أن يُبقي الإرهابي القاتل، السفاح، عديم الرحمة، ميت القلب، حياً وراء القضبان؟


مواضيع ذات صلة:

  1. مجزرة نيوزيلندا… ليست بفيلم رعب… عزام ريفي

  2. هل انتقلت عدوى كأس العالم الى دوري أبطال أوروبا؟.. عزام ريفي

  3. رئيس إتحاد السلة يعترف: 80% من لاعبي المنتخب لا يستحقون أن يكونوا ضمن التشكيلة… عزام ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal