هل أسقط لقاء الأربعاء بين الحريري وباسيل التسوية الرئاسية؟… عبد الكافي الصمد

منذ مساء يوم الأربعاء الماضي لم يهدأ التراشق السياسي والإعلامي بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحرّ، بعد انتهاء لقاء الساعات الأربع، الذي كان عاصفاً، بين رئيسي التيارين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل، وهو تراشق لا ينتظر أن تهدأ وتيرته في الأيام القليلة المقبلة.

ومثّل هذا اللقاء نقطة تحوّل بين التيارين الأزرق والبرتقالي باتت تهدد التسوية الرئاسية التي أبرمت بينهما خلال عام 2016، والتي أفضت إلى اتفاق ينصّ على أن يدعم الحريري وصول الرئيس ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، مقابل تولّي الحريري رئاسة الحكومة طيلة عهد عون، وهي تسوية باتت مهددة بفعل تطورات كثيرة طرأت على المشهد السياسي العام.

غير أنه وبعد مضي قرابة شهر ونصف على تأليف الحكومة، وشهر على نيلها ثقة مجلس النواب، تبيّن أن التسوية بين الطرفين تعرضت للإهتزاز، وباتت مهددة بالسقوط، بعدما لوّح باسيل في تصريحات له بعد لقاء الأربعاء، باحتمال سقوط الحكومة إذا لم تتم معالجة قضايا كثيرة عالقة بينه وبين الحريري.

على رأس هذه القضايا، وفق تسريبات متقاطعة، يأتي ملف النّازحين السوريين في لبنان، ومؤتمر بروكسل المتعلق بهم، والذي أثارت مشاركة لبنان مشكلة داخلية، نتيجة تغييب وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب عنه، وغياب باسيل، وتبادل إتهامات بين الطرفين حول مدى رغبتهم أو قدرتهم الفعلية على إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم، وسط برودة دولية لافتة في تشجيع عودتهم، والتباينات حول كيفية الإستفادة من الأموال المخصصة للنازحين، والتي تبين أنها لا تأتي للحكومة اللبنانية، إنما تذهب إلى منظمات دولية ومحلية تستفيد من بقاء النازحين في لبنان، في ظل تقارير تشير إلى نيّة دول وجهات إقليمية ودولية للإبقاء عليهم في لبنان، واستخدامهم مستقبلاً كورقة للضغط على حزب الله والنظام السوري.

إضافة إلى ذلك، فإن مواضيع بواخر الكهرباء ومكافحة ملفات الفساد والتعيينات الإدارية، كانت أبرز المواضيع التي فجّرت الخلاف بين الحريري وباسيل في لقاء الأربعاء، بعدما تبين أن الخلاف نشب بينهما حول جدوى أو عدم جدوى إستقدام بواخر جديدة لإنتاج الكهرباء من أجل تأمين التيار الكهربائي إلى حين الإنتهاء من بناء معملين جديدين لإنتاج الطاقة، ومحاولة باسيل أن يستأثر بالتعيينات الإدارية العائدة للمسيحيين لصالح تياره البرتقالي، واستبعاد القوى المسيحية الأخرى عنها كالقوات اللبنانية وتيار المردة وحزب الكتائب، ومقاربة ملف الفساد من زاوية تطويق الحريري الذي رفض طروحات باسيل، وجعل التراشق السياسي والإعلامي بين الطرفين الذي انطلق بعد اللقاء يُعبّر بوضوح عن التشنّج الذي ساده.

كل هذه التطوّرات شكلت دافعاً لطرح أسئلة كثيرة حول مصير الحكومة، ومستقبل التسوية الرئاسية بين الحريري وعون، ومصير مؤتمر سيدر، وعن كيفية مقاربة لبنان التحديات التي ستواجهه مستقبلاً في ظل هذا الإنقسام العمودي الحاد، وكيف سيمكن مناقشة القضايا الحيوية للبنان خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو له 22 الشهر الجاري، وزيارة عون إلى موسكو في 25 و26 الشهر الجاري أيضاً، فضلا عن مشاركة لبنان في القمة العربية في تونس نهاية الشهر الحالي؟.


مواضيع ذات صلة:

  1. مصالحة الحريري ـ ريفي: رابحون وخاسرون… عبد الكافي الصمد

  2. تململ في صفوف المستقبل وقلق الإنتخابات الفرعية يتمدّد… عبد الكافي الصمد

  3. تشنج في الساحة الدرزية على خلفية دعم سوريا لحلفائها… عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal