إنتخابات طرابلس: ″المستقبل″ أمام ثلاث مهمات خوفا من المفاجآت… غسان ريفي

عادت البرودة لتخيم على إنتخابات طرابلس الفرعية، بعد المصالحة التي جرت بين الرئيس سعد الحريري وبين اللواء أشرف ريفي الذي أعلن عزوفه عن خوض الانتخابات وإنضمامه الى التحالف السياسي الداعم لتوجه الحريري في تبني ترشيح ديما جمالي التي ما تزال ساحة المواجهة خالية أمامها إلا من المرشح سامر كبارة، وذلك بانتظار ما ستفرزه الاجتماعات والاتصالات التي تجريها قوى 8 آذار من جهة، وهيئات المجتمع المدني من جهة ثانية، تمهيدا لتوافق كل فريق على مرشح يكون قادرا على خوض هذه المعركة.

من المفترض أن يكون ″تيار المستقبل″ خلال الأيام المقبلة أمام ثلاث مهمات أساسية لجهة:

أولا: بذل المزيد من الجهود لتسويق ديما جمالي وهو أمر ما يزال دونه صعوبات خصوصا أن آدائها وخطابها لم يرتقيا حتى الآن الى مستوى إقناع القواعد الشعبية بالتصويت لها.

ثانيا: التعاون والتنسيق مع سائر الحلفاء في دفع الناخبين الى المشاركة والنزول الى صناديق الاقتراع، خصوصا أن “التيار الأزرق” لا يحتمل أي خسارة، كما لا يحتمل أي فوز هزيل.

ثالثا: الاستعداد لأي مفاجأة قد يفجرها الخصوم سواء في قوى 8 آذار التي ما يزال موقفها غامض حيال التعاطي مع هذا الاستحقاق، أو في هيئات المجتمع المدني التي قد تطرح شخصية مقبولة لها تجربتها وقادرة على المواجهة.

تقول مصادر في قوى 8 آذار لـ″سفير الشمال″: “إن الجميع ينتظرون موقف جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية حيال إعادة ترشيح صاحب الطعن بنيابة جمالي الحاج طه ناجي، وإذا كان القرار بخوض المعركة فإنها ستجند نفسها لدعمه وتأمين أكبر مروحة من أصوات الحلفاء له، أما إذا كان القرار سلبيا، فإنها إما أن تتوافق على ترشيح شخصية أخرى مستقلة، أو أن تتجه نحو مقاطعة الانتخابات إحتجاجا على سرقة المقعد النيابي منها، خصوصا أن إبطال نيابة جمالي كانت يجب أن تقترن باعلان فوز ناجي”.

في حال ترشيح ناجي أو أي شخصية أخرى، ستكون طرابلس أمام معركة سياسية من العيار الثقيل، لن يوفر “المستقبل” أي سلاح فيها، أما في حال كان القرار بالمقاطعة فإن الأنظار ستتجه الى الأصوات التي قد تتسرب من الكتلة الناخبة لقوى 8 آذار والى أي إتجاه ستذهب.

في غضون ذلك تشير المعلومات الى أن أكثر من مرشح يطمح لخوض فرعية طرابلس محسوب على المجتمع المدني وهيئاته المختلفة، وأن أكثر من إجتماع عقد بين مشاريع المرشحين خلال الساعات الماضية للتوافق على إسم واحد يدعمه الجميع لكن النتيجة ما تزال سلبية حتى الآن، حيث يحاول كل مرشح أن يقنع الآخرين بأنه الأقدر على المواجهة، على أن تستمر هذه الاجتماعات في الأيام المقبلة بهدف الوصول الى توحيد الرؤى والجهود خلف مرشح واحد في حال كان ذلك ممكنا، حيث تلفت هذه المعلومات الى أن بعض المرشحين قد يغردون خارج السرب ويعلنون ترشحهم بدعم من قوى مدنية على صعيد كل لبنان تسعى في طرابلس الى إعادة التجربة الناجحة التي خاضتها النائب بولا يعقوبيان في الانتخابات الماضية.

يقول مطلعون على أجواء إنتخابات طرابلس: إن المعركة في الشكل قد تكون محسومة لمصلحة ديما جمالي، أما في المضمون فإن الأمر يعتمد بالدرجة الأولى على جمالي نفسها في تخليها عن منطق فرضها كمرشحة من قبل الرئيس الحريري، وسعيها لإقناع الناخبين بها والتصويت لها، خصوصا أن أي مرشح جدي يمتلك خطابا مقنعا وأرضية شعبية من شأنه أن يشكل إرباكا كبيرا لها ولتيارها السياسي.


مواضيع ذات صلة:

  1. ماذا أعطى الحريري لـ ريفي.. وماذا أخذ منه؟… غسان ريفي

  2. الحريري وريفي.. يلاقيان رغبة ميقاتي… غسان ريفي

  3. القصة الكاملة لمصالحة الحريري وريفي.. 3 دقائق تنهي خصومة 3 سنوات… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal