ثلاث عائلات لبنانية لمسلحي ″داعش″ عادت من العراق.. وآخرون على الطريق… غسان ريفي

قبل سنوات وفي عز تمدد تنظيم ″داعش″ ومتفرعاته، غادر كثير من الشبان اللبنانيين المغرر بهم الى سوريا والعراق للالتحاق بالمجموعات المسلحة هناك والقتال معها، ثم لحقت بهم زوجاتهم اللواتي أصطحبن معهن أطفالهن للعيش في كنف ما كان يسمى زورا ″الدولة الاسلامية″، قبل أن يكتشف هؤلاء أن الصورة الزاهية التي رسموها في مخيلتهم والعيش الرغيد الذي كانوا يمنون النفس به في ضمن هذه “الدولة” كان عبارة عن وهم ومعاناة وظلم، حيث سرعان ما أغلقت كل الأبواب في وجوههم، ولم يعد أمام الشبان سوى القتال، أما العائلات فكان مصيرها في مخيمات عشوائية على الحدود السورية ـ العراقية تفتقر الى أبسط مقومات العيش الكريم.

كثير من هؤلاء الشبان لقوا مصرعهم في المعارك، ولم يعد لعائلاتهم التي كانت تنتظر عودتهم أي معيل، وبقي بعضهم في هذه المخيمات يعيشون على المساعدات ويعانون الأمرين على كل صعيد، فيما آثرت بعض العائلات الدخول الى العراق لتقع لاحقا في قبضة المخابرات العراقية، بينما إنتقلت عائلات أخرى الى مخيم الهول في منطقة الباغوز شرق سوريا قرب الحسكة والذي يسيطر عليه الأكراد ويضم نحو 66 ألف نسمة يعيشون في ظروف قاسية جدا.

قبل نحو ثلاثة أشهر عاد التواصل بين بعض النسوة المعتقلات لدى المخابرات العراقية وبين أهاليهن في لبنان عبر وسطاء، وطلبن منهم السعي لدى المراجع المعنية لتأمين عودتهن الى وطنهن بعدما فقدن رجالهن الذين قتلوا في المعارك أو فُقد أثرهم، وسارع الأهالي باتجاه الأمن العام اللبناني وناشدوه التدخل في مبادرة إنسانية تعيد مجموعة من النساء والاطفال اللبنانيين الى وطنهم، وفي الوقت نفسه كان هناك تواصل بين عائلات لبنانية تقيم في مخيم الهول وبين أقاربها في لبنان من أجل تأمين العودة الكريمة.

كعادته وبأوامر مباشرة من اللواء عباس إبراهيم وبالتعاون مع وزارة الخارجية اللبنانية، بدأت الاتصالات مع الجانب العراقي لايجاد صيغة للافراج عن ثلاثة نساء من عائلات كسن ويوسف وبخاش مع خمسة أولاد من عائلتيّ درويش ويوسف، وقد دخل على خط الاتصالات أمين عام حركة التوحيد الاسلامي الشيخ بلال شعبان من خلال التواصل مع الشيخ الدكتور مهدي أحمد الصميدعي الذي تدخل لدى المخابرات العراقية التي وافقت على الافراج عنهم ورعايتهم تمهيدا لعودتهم الى لبنان، لكن المشكلة كانت أن كل المفرج عنهم لم يكن لديهم أوراقا ثبوتية، فسارع الأمن العام باشرف وزارة الخارجية الى الاتصال مع القنصلية اللبنانية في تركيا، وأنجز لهم جوازات مرور وهو أمر لم يكن سهلا خصوصا أن بعض الأطفال ولدوا في سوريا والعراق وليس لديهم أية أوراق تثبت هويتهم أو جنسيتهم حيث جرى تأمين كل الأوراق المتعلقة بالأهل من دوائر النفوس والأمن العام، ما سمح لهم بالعودة، حيث وصلوا قبل نحو إسبوع الى مطار رفيق الحريري الدولي عبر مطار بغداد الدولي، وتسلمهم الأمن العام الذي أجرى سلسلة تحقيقات معهم حول كل المعطيات التي أدت الى مغادرتهم لبنان والوسطاء الذين ساهموا في ذلك، والعائلات اللبنانية التي ما تزال موجودة في العراق أو في شرق سوريا، ثم جرى تحويلهم الى مخابرات الجيش، حيث من المفترض بعد إجراء التحقيقات معهم أن يعودوا الى كنف عائلاتهم ليمارسوا حياة طبيعية.

وتشير المعلومات الى أن  ثمة تواصل قائم مع المطلوب ع . إ (مواليد التبانة عام 1988) الذي غادر لبنان الى سوريا قبل سنوات، ويقيم حاليا في مخيم الهول، مع زوجته أ . أ، وثلاث بنات إحداهن مصابة برجليها وحالتها خطرة نظرا لغياب العناية الطبية في المخيم.

وتشير المعلومات الى أن المطلوب (ع. إ) قد يرسل عائلته الى لبنان ويبقى هو في المخيم وذلك خوفا من الاعتقال وتداعياته، في حين ما تزال عائلته تعمل على إقناعه بالعودة مهما كانت الظروف، خصوصا أن البقاء في المخيم هو أشبه بالانتحار.

تقول المعلومات إن مخيم الهول في شرق سوريا يضم الآلاف من العائلات السورية والعراقية ومن جنسيات مختلفة، وأن هناك بعض العائلات اللبنانية تسعى الى العودة، لكنها تنتظر تهيئة الظروف الملائمة وإنجاز كل الأوراق المطلوبة.


مواضيع ذات صلة:

  1. ماذا أعطى الحريري لـ ريفي.. وماذا أخذ منه؟… غسان ريفي

  2. الحريري وريفي.. يلاقيان رغبة ميقاتي… غسان ريفي

  3. القصة الكاملة لمصالحة الحريري وريفي.. 3 دقائق تنهي خصومة 3 سنوات… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal