مَن ولماذا يعرقلون استخراج النفط والغاز في لبنان؟… مرسال الترس

منذ عقد من الزمن واللبنانيون يعدّون الساعات والايام التي تفصلهم عن تدشين أول بئر نفطي أو حقل غاز على ارضهم أو ضمن حدودهم البحرية، ولكن يبدو أن انتظارهم سيطول ويطول ولن يجرؤ أي من المسؤولين في لبنان أن يحدد التاريخ الفعلي لتلك الانطلاقة، أو أن يكشف عن الاسباب الحقيقية لذلك..

فبالاضافة للصراعات بين الافرقاء اللبنانيين حول من ستكون له الكلمة المتقدمة في هذه الثروة الحيوية والضخمة، تبدو المصالح والصراعات الدولية أقوى منهم بكثير، خصوصاً ان الجميع يعلمون، ليس منذ بضعة سنوات، وانما منذ اكثر من ثمانية عقود، أنه حين عملت حفارات النفط البريطانية على سبر أغوار الطبيعة اللبنانية وخصوصاً في شمال لبنان أكدت جازمة أن النفط متوفر وبكميات كبيرة تحت مياه البحر الابيض المتوسط، ولكنها تجاهلت استكمال مهمتها لاسباب غير واضحة، وربما كان لذلك علاقة بوعد بلفور حول إنشاء دولة لليهود على أرض فلسطين.

ولذلك فقط تتنافس مراكز النفوذ الاقليمية والدولية للامساك برقاب هذه الثروة. وهي ربما مستعدة لخوض الحروب من أجل ذلك ولكنها حتى الآن تضع العراقيل وتفتعل المشاكل من اجل إبقاء تلك الثروة في باطن الارض ريثما تساعد الظروف على بلورة من ستكون له اليد الطولى في استثمارها أو على الأقل إدارتها.

ها هي اسرائيل الساعي الاساسي لوضع العراقيل في وجه لبنان من أجل تأخير وصوله الى مرحلة الانتاج، وذلك ريثما تنتهي من إعداد الاتفاقات الدولية لاسيما مع الدول الاوروبية وبعض دول الشرق الاوسط من أجل تسويق انتاجها من الغاز، وهي في هذا الاطار استكملت عقد الاتفاقات مع قبرص وبعض الدول الاوروبية كايطاليا واليونان، وبالتالي ليس لها أي مصلحة في أن يصل لبنان الى مراحل منتجة إن في الغاز أو النفط وطالما ان أفرقاءه لم يتفقوا بعد ولو على التلزيم.

في هذا السياق تجد اسرائيل أن اميركا تقف الى جانبها بكل ما تؤتى من قوة، وتعمل على فرض التوجهات الاسرائيلية بالنسبة للحدود البحرية من خلال زيارات مسؤوليها المتكررة الى بيروت وآخرها زيارة مساعد وزير الخارجية دايفيد ساترفيلد خلال الاسبوع الماضي، وزيارة وزير خارجيتها مارك بامبيو الاسبوع الطالع.

الى ذلك يبدو أن معظم المجتمع الدولي لا يهتم بما يحصل طالما أنه ينفذ الاجندات الاميركية والاسرائيلية التي تسعى الى توطين اللاجئين الفلسطينيين وربما النازحين السوريين قبل السماح بأي خطوة انمائية تدفع لبنان لأن يكون دول منتجة للنفط أو الغاز.

وهنا تعتقد بعض المراجع المتابعة أن بعض الدول الخليجية والعربية والتزاماً بتوجهات غربية معينة ساهمت في عرقلة وصول لبنان الى أن يكون دولة منتجة للنفط والغاز كي لا ينافسها في هذه المجالات وليظل ورقة مربحة بيدها… والعديد من المسؤولين في لبنان ينفذون هذه الرغبة إما عن “تطنيش” أو سمعاً وطاعة.

وخلاف ذلك واذا كان اللبنانيون(الذين يتعايشون في هذا البلد من دون أن يكون لديهم التصميم الجدي في اعتماده وطناً نهائياً) فليتفضل كبار مسؤوليهم ويصارحوا الشعب بالخلفيات التي تمنعهم من اتخاذ الخطوات الحاسمة والسريعة لتحويله الى دولة نفطية منتجة لتتمكن على الأقل من تخفيف اعباء الديون التي ترزح تحتها الدولة وتحول الشعب الى فئات مسحوقة، قبل الحديث بعقود عن تنعمه بتلك الثروات.  


مواضيع ذات صلة:

  1. مكافحة الفساد ستقف عند ابواب استقلالية القضاء… مرسال الترس

  2. الاميركي هدّد لبنان.. والرّد من الاردن… مرسال الترس

  3. هل تجوز المقارنة بين اللجوء الفلسطيني والنزوح السوري؟… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal