ماذا أعطى الحريري لـ ريفي.. وماذا أخذ منه؟… غسان ريفي

كرّس اللواء أشرف ريفي في المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس في مكتبه في طرابلس المصالحة مع الرئيس سعد الحريري، محاولا إقناع جمهوره الذي كان ينتظر المؤتمر لسماع اعلان ترشيحه للانتخابات الفرعية في طرابلس، بالخطوة المفاجئة التي أقدم عليها، تحت شعار ″الدفاع عن الطائفة المستهدفة تارة بتهم الارهاب وطورا بتهم الفساد″، معتبرا ″أن هذه المصالحة أغلى من مقعد نيابي فرعي لأننا عند العواصف كلنا رجل واحد″.

بغض النظر عن إقتناع جمهور ريفي أو عدمه بالخطوة التي أقدم عليها، فقد أصبحت المصالحة أمرا واقعا، وعاد ″اللواء″ الى ″الحضن الأزرق″ من بوابة الرئيس فؤاد السنيورة، بعد ثلاث سنوات عجاف تعرّض خلالها لشتى أنواع الحصار سياسيا وأمنيا وماليا وإنتخابيا وبلديا وإقليميا، وحتى شخصيا، ما دفعه أخيرا الى القبول بالواقعية السياسية، وكسر هذا الطوق المحكم بتقديم مقعد نيابي طرابلسي كان يمكن أن يظفر به، الى مرشحة الحريري ديما جمالي.

كان اللواء ريفي يدرك أن المصالحة مع الحريري ليست في مصلحته على الصعيد الشعبي، خصوصا أنه خلال السنوات الثلاث الماضية بنى إطارا سياديا خاصا به، يرفض مبدأ التنازلات والتخلي عن الصلاحيات الذي كان يعتمده الحريري لتذليل العقبات وتأمين إستمراريته في الحكم، الأمر الذي إستهوى شريحة من الطرابلسيين، ما لبثوا أن تحولوا الى تيار سياسي يعتمد الحريرية منهاجا ضمن قوى 14 آذار، لكنه بعيدا كل البعد عن تيار المستقبل ورئيسه سعد الحريري.

لذلك حاول ريفي ومن باب الحفاظ على ماء وجهه أن يطرح شروطا لانجاز المصالحة لكي لا تفسر على أنها إستسلام، ومن أبرزها عدم زيارته “بيت الوسط” واللقاء مع الحريري على أرض محايدة، (قصر قريطم لما يشكل من رمزية، أو منزل الرئيس السنيورة) وعزوفه عن الترشيح للانتخابات الفرعية مقابل قيام الحريري بسحب ديما جمالي والتوافق على إسم من تيار المستقبل يحظى بتأييد أبناء طرابلس، إضافة الى إبلاغه السنيورة بأن المصالحة يجب أن تتم قبل 14 آذار موعد المؤتمر الصحافي الذي إما أن يكون لاعلان الترشيح، وإما أن يخصص لتكريس المصالحة وإعلان العزوف عن الترشح.

في مقابل ذلك، كان الحريري يدرك أن ترشح ريفي في طرابلس سيؤدي الى معركة إنتخابية غير محسومة النتائج، وبالتالي فهو بغنى عنها، خصوصا بعد التقارير التي كانت تصله

وما تزال عن صعوبة تسويق ديما جمالي في الأوساط الطرابلسية، لذلك إعتمد الحريري قاعدة لا يموت الديب ولا يفنى الغنم حيث تجاوب مع دعوة السنيورة في أن يعقد اللقاء قبل 14 آذار، وتنازل عن التمسك بأن يكون اللقاء في بيت الوسط لمصلحة منزل السنيورة، لكنه رفض بشكل قاطع أن يقترن عزوف ريفي عن الترشيح بسحب ديما جمالي، فكان العزوف من دون قيد أوشرط لا بل مقرونا بدعم ريفي لترشيح جمالي، وهو أمر أعلنه السنيورة بحضور ريفي بعد إنتهاء الاجتماع، ثم أعلنه ريفي بطريقة غير مباشرة في المؤتمر الصحافي، حيث دعا الطرابلسيين الى ممارسة قناعاتهم في الانتخابات الفرعية والى أن يأخذوا بعين الاعتبار المخاطر التي تحيط بالطائفة والمعركة التي نخوضها دفاعا عنها، وذلك في إشارة الى التصويت لجمالي من دون يسميها، إلتزاما منه بتوجهات الرئيسين الحريري والسنيورة.

لكن ريفي الذي شن هجوما عنيفا على حزب الله في مؤتمره، حاول الايحاء بأن المصالحة مع الحريري لم تفقده التمايز في قناعاته وفي مواقفه السياسية التي قد تزعج الحريري أحيانا، كما بدا ريفي حريصا على فتح صفحة جديدة مع كل القيادات السياسية في طرابلس، من خلال الانفتاح عليهم ومد اليد للتعاون معهم من أجل النهوض بالمدينة.. كذلك فقد تجاوز ريفي فخا حاول أحدهم نصبه له من خلال سؤال وجهه إليه حول: ماذا يقول لنواب 8 آذار وفي مقدمتهم النائب فيصل كرامي؟، حيث قدم ريفي إجابة دبلوماسية، معتبرا أن كل نائب من النواب يعلم مسؤولياته ويمارس قناعاته، مشددا على أن الجميع يجب أن يضعوا مصلحة لبنان والطائفة وطرابلس فوق كل إعتبار”، وهو بذلك حافظ على الود بينه وبين كرامي والذي ظهر واضحا خلال زيارة اللواء الى الأفندي في منزله الاسبوع الفائت.


مواضيع ذات صلة:

  1. الحريري وريفي.. يلاقيان رغبة ميقاتي… غسان ريفي

  2. القصة الكاملة لمصالحة الحريري وريفي.. 3 دقائق تنهي خصومة 3 سنوات… غسان ريفي

  3. ميقاتي يقود معركة طرابلس.. الانماء أولا… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal