المستقبل يُبدّل شعاره الإنتخابي: منع كسر الحريري.. وليس حزب الله… عبد الكافي الصمد

ما كاد الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري يغادر طرابلس، الأسبوع الماضي، معلناً منها أن “طرابلس ستكسر حزب الله وحلفاءه”، في إطار حملته لدعم مرشحة التيار الأزرق ديما جمالي، لاسترداد نيابتها التي أبطلها المجلس الدستوري، حتى انهالت عليه الإنتقادات من داخل تياره، معتبرة أن استهلال حملته لدعم مرشحته على هذا النحو سوف يلحق بها أضراراً جانبية عدّة، لن يصبّ نهاية الأمر في مصلحتها الإنتخابية.

أبرز الإنتقادات التي وُجّهت إلى الحريري التي جعلت مناصريه في طرابلس محرجين أمام خصومهم، تمثلت في جانبين: الأول أن حزب الله لا وجود له في طرابلس حتى يهدد الحريري بكسره، وأن زعمه في هذا الإطار كان مثار سخرية، وجعله يبدو وكأنه يريد محاربة طواحين الهواء من فوق حصان خشبي على طريقة “دون كيشوت”، والثاني أن الحريري إذا أراد فعلياً مواجهة حزب الله وكسره فإن بيروت وصيدا أقرب إليه من طرابلس، ما دفع النائب فيصل كرامي يستغل سقطة الحريري ويشنّ عليه حملة عنيفة، متهماً رئيس الحكومة سعد الحريري بأنه هو حليف حزب الله ولقي دعمه لتبوأ رئاسة الحكومة وليس خصومه.

هذه “السقطة” جعلت الحريري وتيّاره يدخلون تعديلاً سريعاً على شعار الحملة الإنتخابية الداعمة لجمالي، ما يعني أنه لم يكن هناك وجود لخطة إنتخابية فعلية، وأن الأمر لا يعدو كونه إرتجالاً، فأصبح الشعار الجديد بات أن “طرابلس لن تكسر سعد الحريري”، وليس حزب الله، وتصوير الإنتخابات على أنها فرصة لتجديد دعم طرابلس للحريري، سياسياً وسنّياً، ومنع كسره كما يسعى خصومه، واستقطاب عطف شعبي نحوه.

ونبع هذا التعديل ليس من أن الشعار السابق أثبت فشله سريعاً، بل لأن مشكلة الحريري وتيّاره السياسي هي داخل بيته الأزرق، وليس في مواجهة خصومه، بعدما تبين أن تجديد الحريري دعمه لجمالي لقي إعتراضاً داخلياً واسعاً في صفوف تيار المستقبل، سواء الموالين له الذين أبدوا برودة في تبني ترشيح جمالي سريعاً بلا أي تشاور مسبق، مثل السابق مصطفى علوش، أو الذين خرجوا من تحت خيمته الزرقاء وأبدوا خيبتهم من سياسته واعتراضهم عليها كالوزير السابق أشرف ريفي، فضلاً عن آخرين يدورون في فلك تيار المستقبل وأظهروا رغبتهم في الترشح بوجه جمالي، وهؤلاء لا يمكن إتهامهم بأنهم موالين لحزب الله ليعلن الحريري نيته بكسرهم، لأنهم يزايدون على الحريري نفسه إنتقادهم وهجومهم على الحزب.

كل ذلك يعني أن التنافس لملء المقعد السنّي الخامس الذي شغر بعد إبطال نيابة جمالي لن يكون بينها وبين مسؤول جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية في الشمال طه ناجي، الذي طعن بنيابتها أمام المجلس الدستوري، وأن السباق الإنتخابي الذي سوف يجذب الأنظار سيكون بين جمالي وخصومها داخل القلعة الزرقاء، وهو سباق ليس واضحاً إن كانت جمالي ستستطيع حسمه لصالحها خلال فترة الشهر المتبقية حتى موعد الإستحقاق الإنتخابي الفرعي في 14 نيسان المقبل.


مواضيع ذات صلة:

  1. المستقبل يستنفر لبنان من أجل فرعية طرابلس… عبد الكافي الصمد

  2. تململ في صفوف المستقبل وقلق الإنتخابات الفرعية يتمدّد… عبد الكافي الصمد

  3. فرعية طرابلس: خلط أوراق يُبعثر الحسابات المسبقة… عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal