فرعية طرابلس: ريفي يخلط أوراق المستقبل… عبد الكافي الصمد

لم تغمض جفون مسؤولو تيار المستقبل ليل السبت ـ الأحد، من رأس الهرم إلى أخمصه، بعد الزيارة المفاجئة التي قام بها الوزير السابق أشرف إلى دارة النائب فيصل كرامي، إذ أحدثت إرباكاً كبيراً في صفوفهم، وجعلتهم يسعون بكل وسيلة التقصّي عن أهداف الزيارة وما جرى فيها ونتج عنها، سواء كان معلناً أم بقي داخل الجدران.

إهتمام دوائر التيار الأزرق بزيارة ريفي إلى كرامي نبعت من قلقهم المتزايد من ترشّح ريفي للإنتخابات الفرعية في طرابلس، التي سوف تجري في 14 نيسان المقبل، بعد إبطال المجلس الدستوري نيابة عضو كتلة المستقبل ديما جمالي، لأن من شأن ترشح ريفي أن يربك حسابات التيار الأزرق ويخلط أوراقه رأساً على عقب.

فترشح ريفي يعني أن حظوظ جمالي بالفوز ليست حتمية، لأن الكتلة الناخبة التي صوتت له خلال إنتخابات 6 أيار 2018 تزيد قرابة ثلاثة أضعاف على الأصوات التي نالتها جمالي، إذ حصل ريفي على 5931 صوتاً تفضيلياً، بينما نالت جمالي 2066 صوتاً تفضيلياً فقط، وما يزيد من تعقيد الوضع أن أسهم ريفي منذ الإنتخابات لم تتراجع، وعصبه الشعبي بقي مشدوداً، مقابل تراجع في حضور تيار المستقبل، وتراخٍ في عصبه السياسي والشعبي، فضلاً عن إنقسامات تسود داخل التيار الأزرق، نتيجة “الفوقية” التي تعاطى بها الرئيس سعد الحريري مع ترشيح جمالي مجدداً، وعدم إستشارته أحداً من نواب وقيادات التيار في طرابلس قبل اتخاذ قراره.

هذه “الفوقية” في تعاطي الحريري مع الآخرين، لعلها كانت إحدى أبرز الأسباب التي دفعت ريفي إلى الترشح للإنتخابات الفرعية، ليس من أجل الفوز بمقعد نيابي قد يرى أنه أحق به من جمالي، إستناداً إلى نتائج الإنتخابات، ولا التصدّي أو الإعتراض على سياسة الحريري، إنما أيضاً لأسباب شخصية. فعندما كان نزيلاً في أحد مستشفيات العاصمة قبل فترة، زاره مطمئناً عدد من الشخصيات السّياسية كان من بينها كرامي، وزيارته له كانت إجتماعية ولشكره، مع أن السياسة لم تغب عن لقائهما، بينما لم يتفقده الحريري حينها في المستشفى، برغم أنه زار شخصية كانت نزيلة المستشفى نفسه وفي غرفة مجاورة لريفي، الذي يبدي مؤخراً إنفتاحاً على خصومه داخل خطه السياسي وخارجه.

وما يزيد الطين بلّة بالنسبة للتيار الأزرق أن قاعدته الشعبية لن تكون موحدة خلف جمالي، فهي ستنقسم بينها وبين ريفي، إضافة إلى مرشحين آخرين قد يشاركون جمالي صحن المستقبل نفسه.

وينتظر أن تبلغ الإثارة ذروتها في حال ترشح للإنتخابات مسؤول جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية في الشمال طه ناجي، الذي قدّم طعناً بجمالي وأكد المجلس الدستوري تقدّمه عليها لكنه لم يُعوّل على فارق الأصوات التي صبّ لمصلحته واتخذ قراره بإجراء إنتخابات فرعية، إذ يمتلك ناجي الذي نال في استحقاق 6 أيار الماضي على 4152 صوتاً تفضيلياً حظوظاً للفوز، مستنداً إلى كتلة ناخبة مؤيدة له وعلى دعم حلفائه له.


مواضيع ذات صلة:

  1. المستقبل يستنفر لبنان من أجل فرعية طرابلس… عبد الكافي الصمد

  2. تململ في صفوف المستقبل وقلق الإنتخابات الفرعية يتمدّد… عبد الكافي الصمد

  3. فرعية طرابلس: خلط أوراق يُبعثر الحسابات المسبقة… عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal