ميقاتي يقود معركة طرابلس.. الانماء أولا… غسان ريفي

بلغة الواثق من محبة الناس وتأييدهم، رفع الرئيس نجيب ميقاتي الصوت داعيا الى الكف عن التجاذبات السياسية وعن الشرذمة والخلافات، مشددا على ضرورة العمل يدا واحدة من أجل خدمة طرابلس التي تحتاج الى المشاريع والى الانماء والى إيجاد فرص العمل للشباب وتأمين العيش الكريم لكل الطرابلسيين وتأمين الازدهار لكل الشمال.

بدا ميقاتي زاهدا بالقوة والأرقام والزعامة التي تحققت له في الانتخابات الماضية، إضافة الى زهده بالانتخابات الفرعية المقبلة، أمام ما يواجهه أبناء طرابلس من فقر وبطالة وحالات إجتماعية صعبة، وعدم قدرة كثير من الطرابلسيين على دفع أقساط مدارس أولادهم، وتسديد فواتير المياه والكهرباء وإيجارات المنازل ومواجهة أعباء الحياة، لذلك فإن الأولوية بالنسبة له هي كيفية النهوض بطرابلس، وليس الدخول في أي منافسة إنتخابية من شأنها أن تصرف الأنظار عن الهدف الأساسي المتعلق بالانماء والتنمية.

في إحتفال عيد المعلم الذي أقيم على مسرح جامعة العزم، كان للرئيس ميقاتي “ضربة معلم” أحرج فيها الجميع، وعمل من خلالها على تصويب البوصلة باتجاه مصلحة طرابلس أولا، مؤكدا أنه يخوض معركة المدينة ومعركة أهلها من أجل الانماء، معتبرا أن هذه هي “كلمة السر” التي يجب أن يعلمها الجميع وأن يعملوا بوحيها، خصوصا أن نائبا بالزائد وآخر بالناقص لن يبدل من الواقع شيئا، كما أن حضورنا في مدينتنا لا يتأثر بعدد النواب، وإنما بقدر ما نقدم لها من خدمات، داعيا الجميع الى أن لا تكون الانتخابات مناسبة جديدة للانقسام والتوتر السياسي، مستغربا كيف تم قبول الطعن في طرابلس من أصل 17 طعنا جرى تقديمهم الى المجلس الدستوري، وكأنه مكتوب على هذه المدينة أن تعيش الانقسامات دائما على خلفيات إنتخابية.

لا شك في أن الرئيس نجيب ميقاتي أظهر من خلال هذا الموقف إنسجاما كاملا مع نفسه ومع تطلعاته التي كان أعلنها سابقا، فالرجل يعمل بشفافية ووضوح من دون أية مواربة أو مزايدة، ففي زمن الانتخابات عندما فرضت المعركة عليه دخلها بقوة وواجه بشراسة بلائحة مكتملة، وأثبت عبر صناديق الاقتراع قوة وحضورا وزعامة تُرجمت بفوزه بنصف مقاعد المدينة، وحصوله على أعلى رقم في الصوت التفضيلي في الطائفة السنية.

وبعد إنتهاء الانتخابات، خاض ميقاتي معركة حماية الدستور والحفاظ على إتفاق الطائف، وتشكيل شبكة أمان حول رئيس الحكومة والدفاع عن صلاحياته وعن هيبة موقع الكرسي الثالثة غير آبه بكل الاستهدافات التي طالته وما تزال.. وبما أن كتلة “الوسط المستقل” كانت مطابقة لمواصفات التمثيل في الحكومة (أربعة نواب)، فقد تمثلت بالوزير عادل أفيوني، ليُنجز الرئيس ميقاتي المهمة الأولى بنجاح.

أما المهمة الثانية التي بدأ ميقاتي العمل على تنفيذها، بمجرد تشكيل الحكومة ونيلها ثقة المجلس النيابي، هي النهوض بطرابلس وتنفيذ المشاريع العائدة لها والاستفادة من مرافقها الحيوية، ورفع المستوى الاجتماعي والمعيشي لأهلها، وهذا أمر يتطلب بلا أدنى شك، علاقة جيدة مع رئيس الحكومة سعد الحريري، وقد تمكن ميقاتي بعد الانتخابات من تجاوز كل خلافاتها ومنافساتها ومشاكلها، ونجح في نسج علاقة مع الحريري قائمة على أسس التشاور والتعاون من أجل مصلحة طرابلس، وهي تسير نحو مزيد من التماسك والتعاضد.

أمام هذا الواقع، فقد شكل قرار إجراء الانتخابات الفرعية في طرابلس مفاجأة للجميع الذين بدأوا باعادة حساباتهم وتجهيز أنفسهم لخوض هذا الاستحقاق، باستثناء الرئيس ميقاتي الذي يعتبر أن لديه “مهمة مقدسة” تبقى أسمى من الانتخابات ومفاعيلها، وهي أن ينطلق قطار الانماء في طرابلس وأن يسير بأبناء المدينة الى بر الأمان.


مواضيع ذات صلة:

  1. مفتاح معركة إنتخابات طرابلس.. في جيب الرئيس ميقاتي… غسان ريفي

  2. ميقاتي يضع النقاط على الحروف.. وينسج شبكة أمان حول مفهوم الدولة… غسان ريفي

  3. درع ″منتدى الطائف″ للرئيس ميقاتي.. اعتراف بفضله في حماية الاتفاق… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal