المستقبل يستنفر لبنان من أجل فرعية طرابلس… عبد الكافي الصمد

وضع الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري سقفاً سياسياً مرتفعاً للإنتخابات النيابية الفرعية التي ستجري في طرابلي في 14 نيسان المقبل، بعدما أبطل المجلس الدستوري الشهر الماضي نيابة عضو كتلة التيار الأزرق ديما جمالي، إثر طعن تقدم به رئيس فرع جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية  (الأحباش) في الشمال طه ناجي.

فقد رسم الحريري، خلال زيارته إلى طرابلس والضنّية عدّة أهداف للإنتخابات التي رأى أن تياره يخوضها وكأنها “إنتخابات عامة وليست فرعية”، وأن “تيار المستقبل في كل لبنان معني بمعركة الإنتخابات الفرعية في طرابلس”، وأن تياره يخوضها من أجل “ردّ الغدر” و”الفوز”، و”تثبيت موقع الرئيس سعد الحريري في المعادلة الوطنية”، وأن “طرابلس ستكسر حزب الله وحلفاءه”.

هذه العناوين العريضة والسقوف العالية التي رفعها الحريري من أجل خوض إنتخابات فرعية، طرحها أثناء إطلاق الحملة الإنتخابية الداعمة لجمالي في حضور مسؤول شؤون الإنتخابات النقيب خالد شهاب ومنسق تيار طرابلس ناصر عدرة وأعضاء بالمكتب السياسي للتيار وحشد من الكوادر، طرحت تساؤلات عديدة حول إن كانت إنتخابات على مقعد فرعي تستدعي كل هذا الإستنفار من الحريري، الذي دعا مناصريه إلى “شبك الأيدي في كل لبنان تحضيراً لهذه المعركة”.

هذا الإستنفار تعود أسبابه برأي مراقبين إلى نقاط عدّة، من أبرزها:

أولاً: باتت الإنتخابات الفرعية مسألة شخصية بالنسبة للرئيس الحريري وتيّاره، بعدما سارع إثر ساعات قليلة من صدور قرار المجلس إلى تبني ترشيح جمالي ثانية، وبالتالي فهو يعتبرها تحدّياً سينزل بكل ثقله لتجاوزه.

ثانياً: يحاول الحريري من وراء ذلك، وتصوير نفسه مستهدفاً، إحتواء الإعتراضات الداخلية التي برزت داخل تيار المستقبل، لأنه إتخذ القرار منفرداً، من غير أن يناقشه ولو داخل حلقة ضيقة من تياره، أو ترشيح أحداً غير جمالي لإرضاء من استبعدهم عن الترشيح في الإنتخابات النيابية العامة التي جرت في 6 أيار 2018 أو تسميتهم في الحكومة، ويأتي على رأسهم عضو المكتب السياسي مصطفى علوش وكريم كبارة نجل النائب محمد كبارة.

ثالثاً: يعرف الحريري أن جمالي لا تملك عصباً سياسياً تستند إليه في حملتها الإنتخابية، كما هو حال كبارة الذي يوازي ثقله الشعبي والسياسي في طرابلس ثقل تيار المستقبل تقريباً، لذلك إستنفر عصبية تيار المستقبل لهذا الغرض، واستعاد خطاب سياسي وشعبوي تحريضي (كسر حزب الله في طرابلس!؟)، لأنه يدرك أن أي تراخي في قاعدة التيار الأزرق يعني أن فوز جمالي سيصبح محفوفاً بالمخاطر.

رابعا: لا شك أن إعلان الوزير السابق أشرف ريفي ليل أمس أمام ماكينته الانتخابية عن خوضه الانتخابات، من شأنه أن يربك المستقبل الذي قد يضاعف من إستنفاره، ويدفعه الى التفتيش عن مصطلحات وشعارات أخرى، خصوصا أن شعار كسر حزب الله في طرابلس يتوافق مع رؤية ريفي.


مواضيع ذات صلة:

  1. تململ في صفوف المستقبل وقلق الإنتخابات الفرعية يتمدّد… عبد الكافي الصمد

  2. فرعية طرابلس: خلط أوراق يُبعثر الحسابات المسبقة… عبد الكافي الصمد

  3. فرعية طرابلس: إرباكُ مبكّر في صفوف المستقبل… عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal