الاميركي هدّد لبنان.. والرّد من الاردن… مرسال الترس

كثيرة هي الاسئلة وعلامات الاستفهام التي طرحها المراقبون والمتابعون حول الزيارة الطارئة التي قام بها نائب مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى السفير دايفيد ساترفيلد نهاية الاسبوع الفائت الى الربوع اللبنانية:

أولاً: لوحظ أن هذا الديبلوماسي الاميركي الذي خدم في لبنان عدة سنوات لم يزر قصر بعبدا، فهل طلب موعداً ولم يُعط، أم أنه لم يطلب موعداً، وبذلك عاكس الاجراءات الديبلوماسية المعتمدة في ظروف مماثلة، خصوصاً وأنه يمثل أكثر دولة مؤثرة في العالم!..

ثانياً: وصل ساترفيلد الى لبنان بخُفي حنين و(قيل أن ذلك لاسباب امنية)، وعقد على الفور عشاء عمل مع وزراء القوات اللبنانية والوزيرة فيوليت خيرالله الصفدي…وهل انتفت الاسباب الامنية اثناء حركته النشطة لاحقاً بين مقر السفارة في عوكر وبيت الوسط وقصر بسترس وكليمنصو… ما عدا الزيارات غير المعلنة ربما. فهل الخطر الأمني كان في البحر المتوسط؟.   

ثالثاً: بعد زيارته رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل كان له تصريح مفعم بالتهديد والوعيد للبنان. فمن على درج الصيفي قال ساترفيلد بالحرف: “إن الاستقرار الحقيقي يعتمد على قرارات وطنية لا قرارات مفروضة من الاخرين”، لافتاً إلى أن “لبنان عانى طويلاً من صراعات وأيديولوجيات روّجها آخرون على ارضه، وهذا ما يجب ان يتغير”.

فلماذا شدّد الآن على الاستقرار، ومعاناة لبنان الطويلة من عدم الاستقرار (ويقصد هنا الحروب في لبنان منذ العام 1975) والدور الذي لعبته الدول الغربية وحلفاؤها والذي لم تُخف أهدافه على أحد؟! وهل يعني ذلك أن لبنان أمام امتحان صعب آخر؟ وفي هذا السياق نقلت صحيفة “ألاخبار” عن مطلعين تأكيدهم:”أن ساترفيلد حمل تهديدات مبطنة تؤكّد أن المعركة مع الإيرانيين وحلفائهم في المنطقة قد فُتحت، وأن كل الأسلحة صارت مباحة”. وأن الموفد الأميركي كرر أمام من التقاهم ضرورة “الحدّ من تأثير حزب الله في السياسات الحكومية”، والإ فإن :”أميركا ستستمر في الضغط والإزعاج في حال عدم التزام لبنان سياسة النأي بالنفس، حتى لو أدى هذا الضغط إلى زعزعة الاستقرار اللبناني”.

وأشار هؤلاء المطلعون إلى أن “اللقاءات مع قوى 14 آذار هدفت إلى إنشاء لوبي يصعّد ضد حزب الله في موازاة الهجوم الأميركي في المنطقة”. الامر الذي يدعو اللبنانيين الى وضع أيديهم على قلوبهم مما هو آتٍ..

رابعاً: رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لفت الى ان النقاش مع المسؤول الاميركي تناول اهمية حماية النازحين السوريين من عودة قسرية، والشروع في عملية الاصلاح ابتداء من قطاع الكهرباء؟؟ في حين عنونت إحدى الصحف أن ساترفيلد جاء يحشد لدعم السنيورة ويدعو لعدم تركه وحيداً! في حين تردد أن زيارته هي تحضير لزيارة وزير الخارجية الاميركية مارك بومبيو الى بيروت عشية الزيارة المرتقبة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى روسيا الاتحادية وما قد يواكبها من بحث في اتفاقات دفاعية أو في مجال النفط والغاز وما شابه. لذلك بدا أن المعلن شيء والمستتر أشياء مختلفة..

وعلى هامش كل ذلك توقف المتابعون باهتمام عند الكلام القاسي جداً الذي جاء على لسان أحد النواب في المملكة الاردنية هذا الاسبوع أثناء احدى الجلسات، حيث قال:” استنكر البلطجة والزعرنة من قيام الملحق التجاري في السفارة الاميركية في عمان بالاتصال بالتجار والصناعيين وطلب منهم الامتناع عن اي تعامل مع الشقيقة سوريا تحت طائلة الويل والثبور والملاحقة الشخصية”. وأضاف:” هذه اللغة لا نحتملها ولا نقبلها وتخالف كافة الاعراف الديبلوماسية”.

من جهته رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة طلب حذف كلمات “البلطجة والزعرنة” لأنها لا تليق في التخاطب بين دولتين تتبادلان العلاقات والتمثيل الديبلوماسي..


مواضيع ذات صلة:

  1. هل تجوز المقارنة بين اللجوء الفلسطيني والنزوح السوري؟… مرسال الترس

  2. السنيورة لن يدخل أي سجن… مرسال الترس

  3. الثقة الحقيقية.. لدى إقتلاع الفساد… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal