المستقبل يعزف على وتر حزب الله.. وجمالي تتناغم معه… عمر ابراهيم

كما كان متوقعا بدأت ″سمفونية″ تيار المستقبل بالعزف على الوتر المذهبي والتحريض السياسي لزوم المعركة الانتخابية المرتقبة لملء المقعد السني الخامس، وبالتزامن بدأت تحضيرات التيار الازرق بعد اطلاق أمينه العام أحمد الحريري الماكينة الانتخابية وبدء حملة رفع الصور واللافتات في الشوارع.

معركة “المستقبل” حتى الان تبدو من طرف واحد، في ظل عدم وجود أي خصم اعلن عن نيته الترشح باستثناء بعض ما يتردد في اوساط مرشحين طامحين اما للظهور اجتماعيا او لتسجيل موقف، في وقت لم يُحسم فيه النقاش بعد في الحلقة الضيقة لدى الوزير السابق اشرف ريفي ورئيس فرع الشمال في جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية طه ناجي الذي كان الطعن الذي تقدم به سببا في ابطال المجلس الدستوري نيابة ديما جمالي.

لا شك في أن الطرابلسيين كانوا ينظرون بعين الرضى حتى الآن على غياب المنافسين الجديين عن مواجهة ″المستقبل″ وفي مقدمتهم تيار العزم، لأن ذلك من شأنه أن يؤدي الى إنتخابات هادئة من دون ضجيج او توتير اعلامي او ميداني، لكن تيار المستقبل خيّب امالهم بعدما بدأت ماكينته الانتخابية واعلامه بضخ خطابات التحريض ضد شريك ″المستقبل″ في الحكومة حزب الله، وضد النظام السوري حليف الحزب والشريك الاخر ″للمستقبل″ التيار الوطني الحر.

ويبدو ان المرشحة جمالي قد وجدت في هذه الخطابات ما يريحها من اجراء جولات انتخابية او اطلاق الوعود او حتى لقاء ابناء المناطق الشعبية المهمشة، فاستلمت ″المظروف″ وبدأت تردد ″سمفونية″ العداء لحزب الله والنظام السوري.

ويبدو أن جمالي تسير على خطى امين عام تيارها السياسي أحمد الحريري الذي شن هجوما لاذعا على حزب الله من خلال اللقاء التشاوري الذي يمثله في طرابلس النائب فيصل كرامي، وذلك خلال اطلاقه عمل الماكينة اللوجستية للانتخابات الفرعية في طرابلس.

الحريري الذي استعاد خطابات التحريض على حزب الله، ربما نسي او يحاول ان يضلل من حوله، خصوصا ان هذا الحزب هو شريك تياره في الحكومة، وغابت عنه ان طرابلس تحتاج اليوم وبعد تشكيل الحكومة الى مشاريع انمائية وفرص عمل، وليس الى التحريض بين ابنائها الذين يئنون من وطاة الاوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة.