هل يعود الحريري من السعودية بترشيح السنيورة في طرابلس؟… غسان ريفي

شغلت زيارة الرئيس سعد الحريري المفاجئة مساء أمس الى المملكة العربية السعودية الرأي العام اللبناني، لجهة أهدافها ومراميها لا سيما بعد تشكيل الحكومة وإنطلاق عملها، وعلى مسافة قريبة من الانتخابات الفرعية في طرابلس لملء المقعد السني الخامس الذي شغر بفعل قرار المجلس الدستوري القاضي بإبطال نيابة عضو كتلة المستقبل ديما جمالي.

الزيارة بحسب المعلومات تستمر ثلاثة أيام، وهي تحمل عنوانا عائليا، لكنها قد لا تخلو من لقاءات للحريري مع بعض المسؤولين السعوديين وخصوصا مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في حين تحدثت مصادر مطلعة عن إمكانية أن يستقبل الملك سلمان رئيس الحكومة اللبناني.

كثيرة هي التكهنات والتحليلات والتساؤلات التي بدأت بمجرد الاعلان عن خبر الزيارة، خصوصا أن الزيارة المفاجئة الماضية في 4 تشرين الثاني من العام 2017 أحدثت أزمة كبرى من خلال إجبار الحريري على تقديم إستقالته من الرياض بسبب إنزعاج المملكة من آدائه السياسي آنذاك، قبل أن يعود عن هذه الاستقالة بمجرد رجوعه الى لبنان.. 

ومن بين هذه التساؤلات، هل هذه الزيارة هي من أجل لفت نظر رئيس الحكومة من قبل الادارة السعودية الى أمور تتعلق بآدائه السياسي بعد تشكيل الحكومة؟ وهل السعودية منزعجة من التقارب الى حدود التماهي بين الحريري والتيار الوطني الحر ومن المهادنة التي يعتمدها مع حزب الله على حساب العلاقة مع القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي والتي تتسم بالبرودة؟ أم أن الزيارة هي بالفعل عائلية، وستكون مناسبة لمباحثات لبنانية ـ سعودية يعود بعدها الحريري بمزيد من الدعم السعودي الذي بدأ برفع الحظر عن زيارة السعوديين الى لبنان؟.  

لكن أكثر ما يتم التداول به في الأوساط السياسية اللبنانية هو الاقتراحات التي تلقاها الرئيس سعد الحريري من أكثر من جهة، بترشيح الرئيس فؤاد السنيورة للانتخابات الفرعية في طرابلس، خصوصا أن السعودية سارعت عبر سفيرها وليد البخاري الى الوقوف على خاطر السنيورة وإعلان دعمه، والطلب من الحريري إجراء كل الاتصالات اللازمة لوقف هذه الحملة عليه، خصوصا أن مقربين من السعودية يعتبرون أن ما يتعرض له السنيورة من إتهامات لا تطال شخصه فحسب، بل تطال مرحلة كاملة منذ عهد الشهيد رفيق الحريري الى عهد نجله سعد، وقد كانت فيها المملكة شريكة أساسية وداعمة لرئيس الحكومة آنذاك، وهي لن تقبل بأي شكل من الأشكال بأن يصار الى محاسبة تلك الحقبة من تاريخ لبنان من خلال إستهداف السنيورة من قبل حزب الله في معركته المفتوحة على الفساد.

لم يعد خافيا على أحد، أن بعض الذين يدورون في فلك الحريري إنتقدوا إستعجاله بإعادة ترشيح ديما جمالي، لافتين إنتباهه الى حاجته الى أحد الصقور ليكون سندا له في المرحلة المقبلة خصوصا أن ما حصل في جلسات الثقة أظهر عدم قدرة لكثير من النواب الزرق على المواجهة السياسية.

ومع إنطلاق الحملة على السنيورة، سارع بعض هؤلاء لا سيما المقربين من السعودية وقوى 14 آذار الى التشديد على ضرورة ترشيحه في طرابلس، كما سارعت بعض الشخصيات والجمعيات والصحف التي تدور في هذا الفلك الى الترحيب بهذه الخطوة، لكن الحريري أدار الأذن الطرشاء لكل هؤلاء وأصر على ترشيح جمالي.

وتقول المعلومات إن بعض أصدقاء السنيورة أبلغوه بنيتهم إطلاق حملة شعبية تطالب بترشيحه في طرابلس، لكنه رفض الأمر كونه لا يريد بأي شكل من الأشكال إستفزاز الحريري أو إثارة حفيظته وطلب منهم عدم التداول مع هذا الأمر، إلا أن تطور الأمور وتوسّع دائرة الاستهداف للسنيورة أثار مخاوف البعض عليه فجددوا المطالبة بترشيحه الذي كان حديث الصالونات السياسية في اليومين الماضيين، ما يدفع الى التساؤل، هل تبنت السعودية وجهة نظر أصدقائها في لبنان؟، وهل ستطلب من الحريري إستبدال ديما جمالي بفؤاد السنيورة في طرابلس كونه حاجة له في مجلس النواب، وبحاجة الى حصانة لمواجهة الاستهداف الذي يتعرض له… سؤال ستجيب عنه توجهات الحريري حيال إنتخابات طرابلس، بمجرد عودته من زيارته السعودية.


مواضيع ذات صلة:

  1. لماذا لم تحدد وزارة الداخلية موعد إنتخابات طرابلس حتى الآن؟… غسان ريفي

  2. هل قدم حزب الله خدمة سياسية الى السنيورة؟… غسان ريفي

  3. ما هي قصة ترشيح فؤاد السنيورة في طرابلس؟… غسان ريفي


Post Author: SafirAlChamal