اللوبياء.. طعام الأغنياء فقط… حسناء سعادة

كالنار في الهشيم إنتشرت الصورة التي التقطها احد النشطاء لبسطة خضار تضم اللوبياء الخضراء بتسعيرة 11 الف ليرة لبنانية للكيلوغرام الواحد، ومعها انتشرت التهكمات والتعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، كما انتشر وجع ربات المنازل اللواتي عكست تعليقاتهن وضعا يستلزم اجراءات سريعة وجذرية لمعالجة الوضع الاقتصادي الذي اطاح بالطبقة المتوسطة وزاد من عوز العائلات الفقيرة التي بالكاد تستطيع تأمين لقمة الخبز.

تؤكد احدى السيدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي انها استغنت عن جاط الفتوش على مائدتها لان تكلفته تتخطى العشرة الاف ليرة لبنانية، مضيفة على صفحتها الفايسبوكية انها استغنت ايضا عن الباذنجان، اما اللوبياء فباتت حكرا على الاغنياء فقط بنظرها.

وتقول ريتا وهي مسؤولة عن عائلة من خمسة افراد انها تحتار يوميا في كيفية تدبير امورها، لافتة الى ان اسعار الخضروات باتت غير مقبولة، متسائلة اين وزارة الاقتصاد مما يجري؟، وهل يجوز ان يصل سعر كيلو اللوبياء الى اكثر من عشرة الاف ليرة لبنانية؟.

كثيرا ما يفاجأ المواطن بارتفاع اسعار السلع في الاسواق اللبنانية، ما يدفع الى التساؤل حول القاعدة المعتمدة في هذا الاطار، وهل يحق للتاجر ان يبيع على مزاجه؟، واين تسعيرة الدولة ومن يلتزم بها؟، وما هي الاجراءات التي تتخذ بحق غير الملتزمين؟.

يعتبر احد المواطنين في حديث الى ″سفير الشمال″ ان التجار الكبار يتحكمون اليوم باسواق الخضار، وان نفوذهم بات اقوى من الدولة، مشيرا الى ان التجار الصغار واصحاب الدكاكين بدورهم لا يلتزمون ولا يرغبون بالربح المقبول لاسباب عديدة، منها الغلاء اذ كيف يدفعون ما عليهم من متوجبات في ظل تراجع نسبة المبيعات، ما يدفعهم الى رفع هامش الربح، ومنها ان الايجارات مرتفعة وكذلك فواتير الكهرباء والماء وغيرها من مستلزمات المحال التجارية، ومنها ايضا الطمع عند البعض، داعيا الدولة الى معالجة سريعة تسمح للمواطن بالعيش الكريم وللتاجر بعدم اقفال متجره.

من جهته ينفي صاحب محل خضار التهم حول رفع الاسعار، مؤكدا انه مثلا اختار عدم بيع اللوبياء في متجره نظرا لسعرها الجنوني، داعيا الى مساءلة كبار التجار ومحتكري السوق وليس اصحاب الدكاكين الصغيرة الذين كلما ارتفعت الاسعار تتكدس الخضروات عندهم مع تراجع المشتريات لاسيما للسلع التي تعتبر غير اساسية.

بدورها تضحك ام يوسف حول سعر اللوبياء، وتقول انها استبقت الامر وخزّنت في الثلاجة نحو 4 كيلو لوبياء لاستهلاكها في فصل الشتاء ″لانه في كل سنة تتكرر المعزوفة نفسها من دون حسيب او رقيب″، مضيفة ″ليه وقفت على اللوبياء وحدها، مما يشكو الخس والبندورة والكوسا، والله يساعد الفقير″.

يبقى ان سلع الخضار في لبنان تتبدل اسعارها وفق هامش الربح الذي يرتأيه صاحب المحل، ووفق العرض والطلب على السلعة نفسها التي يسجل فرقا ليس بقليل على سعرها بين محل وآخر.

الخميس الذي يسبق الصوم الكبير عند الموارنة.. للسكارى أم للذكارى؟… حسناء سعادة https://t.co/c6RTkQvhx9

— Hasna Saadeh (@HasnaSaadeh) February 28, 2019