صُدم أبناء مدينة طرابلس، بوجود حفرة كبيرة غريبة عند بولفار بشارة الخوري وتحديدًا مقابل بنك عودة، كانت تنبع منها كمّيات كبيرة من المياه الجوفية التي لم يُدرك أحد ماهيتها، فبين من يُؤكّد أنّها مياه مجاري، أو أنّها مياه أمطار (رغم عدم تساقطها أمس) وبين من يُؤكد أنّها مياه للشفة، لا يعرف الطرابلسيون كما المتابعون كيف فُتحت هذه الحفرة أو كيف ظهرت، وكيف وصلت إلى هذا الحجم، ما يطرح تساؤلات عن مصدر هذه المياه والسبب في خروجها بهذه الطريقة من القساطل التابعة لمشروع تابع لمجلس الإنماء والإعمار، وهو مشروع يقوم على مدّ قساطل لمياه الصرف الصحي في هذه المنطقة.
ولا ينكر البعض الحاجة الفعلية الى هذا المشروع المرتبط بالبنى التحتية، بينما البعض الآخر يرى أنّ المدينة باتت غير قادرة على تحمّل المزيد من أعباء الفشل والتجاوزات المتكرّرة في أيّ مشروع جديد من أيّ جهة كانت، وبالتالي يُؤكّد الطرابلسيون أنّ الحفرة التي ظهرت هي من مجموعة الحفر الأخرى التي أحدثت أزمة سير خانقة وما تزال مستمرّة حتّى هذه اللحظة، مُحدثة معاناة كبيرة يُواجهها أهالي وزائري الفيحاء ليلًا ونهارًا، وتدل على إهمال الشركات المتعهدة وعلى عدم مراعاتها دفاتر الشروط.
يقول الدكتور المهندس جمال بدوي لـ ″سفير الشمال″: إنّ المشروع كما كلّ المشاريع الأخرى يعاني من ثغرات عدّة أبرزها، عدم وجود أولويات واضحة في كلّ مشروع تُبرز السبب أو الأسباب التي أدّت إلى اختياره عن غيره من المشاريع في طرابلس، كما أنّ الدّراسات التي تُقدّم هي دراسات خاطئة تغيب عنها الرؤية الواضحة والصائبة، إضافة إلى التنفيذ الخاطئ والأهمّ هو تخطّي المهل، فالمشروع الذي حُدّد تنفيذه بعام واحد، ما يزال مستمرًا منذ ثلاثة أعوام″.
ويضيف: ″إنّ هذه الحفرة كانت صغيرة في وقت سابق ولكن حجمها تضاعف، لتُظهر التقصير في العمل، والأخطاء في التنفيذ سواء في الردم كما في التزفيت أيضًا، هذا عدا عن الأخطاء التي لا نراها بالعين المجرّدة فما خفي كان أعظم، وذلك نظرًا لغياب المراقبة والمتابعة الحثيثة لكلّ مشروع في طرابلس عامّة، ولهذا المشروع خاصّة″.
مواضيع ذات صلة:
-
قطاع المرأة في ″العزم″ يدافع عن ذوي الاحتياجات الخاصّة في المجلس النيابي… إسراء ديب
-
الميناء: مشروع الصرف الصحي يُقلق أبنائها.. من يُعوّض خسارتهم؟… إسراء ديب
-
أكثر من 900 كلب شارد يهدّدون طرابلس: فهل من حلّ؟… إسراء ديب
