أبناء المناطق الشعبية في طرابلس: الانتخابات لا تعنينا… عمر ابراهيم

تسيطر على ابناء المناطق الشعبية في طرابلس حالة من اللامبالاة تصل الى حدود الاستهزاء بالانتخابات الفرعية المرتقبة لملء المقعد السني الخامس بعد شغوره بسبب ابطال نيابة ديما جمالي، التي تستعد بعد اعادة تيار المستقبل ترشيحها لخوض غمار المعركة من دون معرفة الخصم الذي سيواجهها نظرا لعدم تقدم اي شخص على الترشح حتى اللحظة.

في القبة والتبانة وباب الرمل والمناطق المتفرعة منهم وصولا الى جبل محسن، لا اجواء انتخابية على عكس ما درجت عليه العادة، فهنا الهموم المعيشية والاوضاع الاقتصادية الصعبة ترخي بظلالها عل ابناء تلك المناطق لا سيما وقود الانتخابات جيل الشباب الذي تشير التقديرات الى ارتفاع غير مسبوق في نسب البطالة لديهم، رغم كل الوعود التي سمعوها وتلك التي اغدقت عليهم قبل الانتخابات السابقة وخلال عملية تشكيل الحكومة، ومنها مئات الاف فرص العمل التي كان وعد به رئيس الحكومة سعد الحريري جمهوره.

في تلك المناطق حيث تعتبر المقاهي الشعبية من الاماكن الاكثر جذبا للشباب او الوحيدة المتاحة لهم، ينشغل روادها بالحديث عن همومهم، تاركين الانتخابات لبعض المناصرين الذين بدأوا وان كان بشكل خجول رفع صور مرشحتهم جمالي على الابنية واعمدة، يعلق احد المارة عليها بالقول “هل تعرف السيدة هذه المناطق، وماذا فعلت عندما وصلت الى مجلس النواب، ولماذا لم تقم بزيارة مناطقنا ام اننا فقط ارقام انتخابية بالنسبة لتيارها”.

نقمة هؤلاء ليست حصرا على المرشحة جمالي، انما تطال تيار سياسي وقفوا الى جانبه في محطات عديدة وهو اليوم وفق ما يقولون “تخلى عنا”، وعاد الينا بشعارات سياسية ضد حزب الله وسوريا، وهي نفسها الشعارات التي تستخدم مع كل استحقاق انتخابي وتنتهي مفاعليها بعد اتمام الصفقات واجراء التسويات.

وربما يعرف ابناء تلك المناطق اكثر من غيرهم تداعيات تلك الشعارات التي عادت اليوم ضمن حملة جمالي الانتخابية، فهم دفعوا من امنهم ورزقهم وحياتهم ثمنا لها عندما تحولت مناطقهم الى صندوق بريد امني وزج بهم في عشرات جولات العنف واقتيد المئات من ابنائهم الى السجون قبل ان تتم التسوية الحكومية ويصبحون على وعود اخرى بالانماء وبالعفو العام الذي لا تشير المعطيات الى امكانية تحقيق اي من تلك الوعود في المدى المنظور.