هل قدم حزب الله خدمة سياسية الى السنيورة؟… غسان ريفي

بعد الانتخابات النيابية الأخيرة، وخروج الرئيس فؤاد السنيورة من مجلس النواب، وتسليمه مقاليد رئاسة كتلة المستقبل النيابية الى النائب بهية الحريري، وقبل ذلك “العين الحمراء” من الرئيس سعد الحريري والدائرة المحيطة به تجاهه، نظرا لموقفه السلبي من التسوية الرئاسية، وإعتراضه على قانون الانتخابات، ومحاولته قيادة معارضة داخلية من خلال مجموعة العشرين وكل الذين لم يرق لهم التنازلات الحريرية، ظن كثيرون أن رئيس الحكومة السابق يتجه نحو التقاعد السياسي وأن مسيرته تتجه نحو الأفول.

ومما عزز من هذه الأجواء، إبتعاد السنيورة عن المشهد السياسي ومواقع القرار، وفك الارتباط بينه وبين الرئيس الحريري وتياره، وغيابه عن كثير من المناسبات وآخرها تكريم بهية الحريري في صيدا، ما دفع البعض الى الاعتقاد بأن الرئيس الحريري لم يتخذ قرارا بعزله سياسيا فقط وإنما بمحاصرته من كل الجهات، بهدف إضعاف حضوره وفعاليته شيئا فشيئا الى حدود العدم.

كما لم يتوان البعض عن التحليل بأن الحريري قد يضحي بالسنيورة ضمن إطار تسوية سياسية جديدة، خصوصا بعدما بات معلوما أن زعيم المستقبل قرر التخلي عن كل الصقور الذين كانوا يأخذون على عاتقهم عبء المواجهة السياسية ضد الخصوم، بدءا من أشرف ريفي ومصطفى علوش، مرورا بنهاد المشنوق وصولا الى فؤاد السنيورة.

لا شك في أن ما قام به حزب الله في معركته ضد الفساد، والاتهامات المبطنة التي وجهها النائب حسن فضل الله الى الرئيس السنيورة على خلفية صرف الـ 11 مليار دولار خلال حكومته، قد ساهمت في إنعاش الرجل سياسيا، فأصبح الشغل الشاغل لوسائل الاعلام، ونجم نشرات الأخبار، وتحولت الاتهامات المبطنة لحزب الله بنظر كثير من اللبنانيين الى إستهداف سياسي ليس لشخص السنيورة وإنما لحقبة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ونجله الرئيس سعد الحريري، وتيار المستقبل والطائفة السنية، ما دفع بالرئيس الحريري الى التخلي عن كل الخلافات والاختلافات مع السنيورة، وإنبرى للدفاع عنه مضطرا كي لا يُعتبر صمته تخاذلا أو إستمرارا في تقديم التنازلات، ولكي لا يتعرض للسهام من بعض صقوره المغيبين الذين سبقوه بخطوات في الدفاع عنه وتحريك الرأي العام لمؤازرته وتأمين التغطية الشعبية له، فضلا عن تحرك مفتي الجمهورية الذي أعلن من السراي الحكومي وما يمثله من رمزية سنية وبعد لقائه الرئيس الحريري، بأن “الرئيس فؤاد السنيورة قامة وطنية وهو خط أحمر”، وكذلك تحرك المملكة العربية السعودية عبر سفيرها وليد البخاري الذي أعلن تضامنه مع السنيورة وتأكيده بأن المملكة لن تسكت على إستهدافه، ودعوته الضمنية الى الرئيس الحريري لمؤازرته والوقوف الى جانبه وضرورة إجراء الاتصالات اللازمة لوقف هذه الهجمة عليه.

لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن إتهامات حزب الله للسنيورة دفعت شخصيات 14 آذار الى التضامن ورفع الصوت محذرة من المسّ به أو التعرض له، مذكرة بنضالاته وتضحياته، والمواجهات التي خاضها ضد حزب الله ومعه قوى 8 آذار في أصعب الظروف، وحفاظه على ثورة الأرز، ورسمه مسار المحكمة الدولية وغير ذلك كثير، ما أعاد السنيورة رأس حربة في مسيرة 14 آذار، خصوصا أن نائب الرئيس السابق لمجلس النواب فريد مكاري إعتبر أن ″المؤتمر الصحافي الذي عقده السنيورة يذكر بأجواء الأيام الأولى من ثورة الأرز″.

يقول متابعون: ″إن ربّ ضارة نافعة، حيث إن الحرب التي شنها حزب الله على الفساد، أعادت التألق السياسي للسنيورة، بعدما كان على وشك الأفول، كما أعادت له حضوره بعد غياب، وأكدت مكانته على الساحة اللبنانية وصولا الى إطلاق العديد من الدعوات الى الحريري لترشيحه في الانتخابات الفرعية في طرابلس وتأمين فوزه بالتزكية تأكيدا على إحتضان الطائفة له ومواجهة أي إستهداف جديد له″.

ويضيف هؤلاء: ″ربما يكون حزب الله قد ندم على الاتهامات المبطنة التي ساقها بحق السنيورة في حربه على الفساد، خصوصا أنه أعاد إحياء أحد صقور 14 آذار وتيار المستقبل، بعدما أدت الظروف السياسية وتسوياتها الى إبعاده عن الصورة، وهو أي السنيورة ما بعد هذه الاتهامات لن يكون كما قبلها، خصوصا أن إحتضان قوى 14 آذار له والطائفة السنية بأكثرية قياداتها، ستدفعه الى نشاط سياسي جديد وبسقف مرتفع جدا، قد يزعج حزب الله والرئيس سعد الحريري معا″.  


مواضيع ذات صلة:

  1. ما هي قصة ترشيح فؤاد السنيورة في طرابلس؟… غسان ريفي

  2.  إنتخابات طرابلس الفرعية.. لا للتزكية… غسان ريفي

  3.  المستقبل يتنفس الصعداء بعد موقف كبارة.. والباقي على جمالي… غسان ريفي


     

Post Author: SafirAlChamal