تململ في صفوف المستقبل وقلق الإنتخابات الفرعية يتمدّد… عبد الكافي الصمد

في الأسبوع الأخير من شهر شباط الماضي زار وفد من قيادة تيار المستقبل في بيروت منسقيات التيار الأزرق في الشمال، يرأسه مساعد الأمين العام للشؤون التنظيمية وسام شبلي، وعضو المكتب السياسي زياد ضاهر، “لأهداف تنظيمية” كما قيل.

غير أن المعلومات والتسريبات التي تواترت لاحقاً، أظهرت أن وفد تيار المستقبل جاء إلى الشمال من أجل ترتيب البيت الأزرق، ومعالجة مشاكل داخلية عالقة منذ الإنتخابات النيابية التي جرت في 6 أيار من العام الماضي، والتداعيات الداخلية العديدة التي تركتها الإنتخابات الداخلية في التيار، وتعيين المنسقين في وقت لاحق من قبل القيادة الزرقاء، الأمر الذي ترك أثره السلبي بوضوح في الإستحقاق الإنتخابي في ما بعد.

خلال اللقاءات التي عقدها الوفد مع منسقيات الأقضية والمناطق الشمالية، سمع إنتقادات حادة جدّاّ، إلى درجة أنه ظنّ أنه يعقد إجتماعات مع خصوم التيار وليس مناصريه، بعدما بلغت حدّة الإنتقادات مستوى غير مسبوق، وكانت نبرة الإعتراض عالية جدّاً، خرج بعدها الوفد بانطباع بأن الوضع داخل أروقة التيار غير مطمئن، وأن الأرضية لا تبعث أبداً على الإرتياح مستقبلاً إذا استمر الوضع على ما هو عليه من التردّي والإستياء.

فما سمعه الوفد لم يكن مجرد عتب كما كان يحصل سابقاً، بل إنزعاج كبير واعتراض بلغ سقفاً عالياً على التهميش، والإخلال بالوعود، وجفاف الخدمات، وعدم إيلاء القضايا التي تهم القاعدة الشعبية للتيار أي اهتمام إلا في المناسبات، كالإنتخابات مثلاً، ثم ترك هذه القاعدة بلا رعاية، وصولاً إلى حرمانها من التوظيف في القطاع العام، الذي بقي محصوراً بنسبة عالية جدّاً بمناصري تيار المستقبل في بيروت وصيدا وإقليم الخروب أكثر من غيرهما، بينما جرى إهمال الشمال الذي يُشكل الثقل الرئيسي للتيار في لبنان، ولم يحظ سوى بالفتات، وهو ما ترجم في تشكيلة الحكومة التي لم يمثل الشمال فيها سوى بوزيرة الداخلية ريّا الحسن، بينما جرى تغييب عكار والضنية والمنية نهائياً عن التشكيلة الحكومية، تعبيراً عن الإستمرار في سياسة التهميش والإهمال والإقصاء.

لكن زيارة وفد تيار المستقبل لم يكن لهذا الغرض فقط، إنما إستباقاً للإنتخابات النيابية الفرعية في طرابلس، بعدما أبطل المجلس الدستوري نيابة عضو كتلة المستقبل ديما جمالي، فهو طلب من منسقيات المناطق المشاركة بفعالية في الإنتخابات، ومدّ منسقية طرابلس بالدعم اللوجستي، واستنفار قاعدة التيار في المناطق لهذه الغاية، الأمر الذي فُسّر على أنه تعبير عن قلق التيار وعدم اطمئنانه لاستحقاق الانتخابات الفرعية، وتخوفه من حصول مفاجآت قد تعرقل عودة جمالي مجدّداً إلى المجلس النيابي.

ويبدو هذا القلق مثيراً للتساؤل والإستغراب في آن معاً، فمن يجوب في شوارع طرابلس لا يجد أمامه سوى صور رئيس الحكومة وزعيم التيار الأزرق سعد الحريري، إضافة إلى صور جمالي، مع عبارات التأييد لهما، وسط غياب تام لصور ويافطات أي منافس لهما، ما يدفع للتساؤل عن أسباب استنفار وارتياب تيار المستقبل إلى هذا الحدّ، خصوصاً أنه يبدو، حتى الآن، وكأنه يخوض الإنتخابات الفرعية وحيداً.


مواضيع ذات صلة:

  1. فرعية طرابلس: خلط أوراق يُبعثر الحسابات المسبقة… عبد الكافي الصمد

  2. فرعية طرابلس: إرباكُ مبكّر في صفوف المستقبل… عبد الكافي الصمد

  3. القصّة الكاملة لـ″قلم إنتخابات قرصيتا″ الذي أبطل نيابة ديما جمالي… عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal