هل تجوز المقارنة بين اللجوء الفلسطيني والنزوح السوري؟… مرسال الترس

عندما يتاح للبنانيين أن يتصفحوا كتب تاريخهم أو المقالات الصحفية منذ الاستقلال في العام 1943، وما نُشر في السنوات العشر الأخيرة، يلمسون العديد من المقارنات بين اللجوء الفلسطيني الى لبنان بعد النكبة في العام 1948 وبين النزوح السوري منذ العام 2011.

ففي الحالة الاولى يُلاحظ المهاترات والاتهامات والاحاديث عن الاجتماعات السرية التي حصلت في لبنان وخارجه والتي تم تداولها بين الرؤساء بشارة الخوري وأميل إده ورياض الصلح وجمهرة من السياسيين أمثال بيار الجميل واحمد الاسعد وهنري فرعون وكميل شمعون وحميد فرنجيه والبطريرك الماروني انطون عريضة ورئيس اساقفة بيروت المطران اغناطيوس مبارك والمفكر ميشال شيحا والشاعرين شارل قرم وسعيد عقل… وآخرين كُثُر.

فالترحيب الرسمي اللبناني باللاجئين في العام 1948 تحول ابتداء من العام 1951 الى قلق فعلي بعدما بدأت تظهر حقيقة الممارسات التي تعتمدها المنظمات الدولية، ليتم الاستنتاج لاحقاً أن كل ما حصل من مداولات وما تلاها من مواقف متحفظة أو رافضة لذلك اللجوء، لم يبدل شيئاً في ما رسمته الدوائر الغربية والصهيونية. وها هو لبنان بعد سبعة عقود كاملة يعاني الامرين، حتى لو وضعنا جانباً كل التحديات التي نتجت عن ذلك اللجوء خلال فترة الحروب والصراعات اللبنانية التي كان الفلسطينيون أحد عناصرها الاساسية.

وفي بداية العام 2019 وبرغم المؤشرات العملية عن انتهاء الحرب في سوريا يجد اللبنانيون أنفسهم أمام أزمة تجعلهم يترحمون على الأولى، بعدما بدأت الاحاديث الجانبية تهمس بتوجه دولي لتوطين النازحين السوريين في لبنان، وآخر تلك التنبيهات جاءت على لسان كبار المسؤولين في الفاتيكان.

ويتذكر اللبنانيون بحسرة كبيرة الدعوات المفتوحة التي كان يطلقها بعض السياسيين والمكونات الحزبية في لبنان- في عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وتحديداً تيار المستقبل وزعيمه الرئيس سعد الحريري، والحزب التقدمي الاشتراكي ورئيسه النائب وليد جنبلاط وجميع مكونات الرابع عشر من آذار بمن فيهم الوزراء والنواب- في العام 2011 من أجل فتح الحدود أمام النازحين السوريين. الامر الذي نتج عنه تواجد مليون ونصف مليون نازح يمثلون عبئاً ثقيلاً على الدولة اللبنانية، فيما تنفذ المؤسسات الدولية التي تدّعي الحرص الشديد على ضحايا الحروب والازمات، سياسة ملتبسة تجاه دعم هؤلاء النازحين على الارض اللبنانية وتجاهلهم اذا ما قرروا العودة الى الاراضي السورية التي تحررت بمعظمها من الارهاب التكفيري الذي أوجده الغرب والصهيونية العالمية سيفاً مسلطاً فوق رؤوس كل من يخالفهم الرأي.

والجميع اليوم يعلق الآمال على ما سيتأتى من مؤتمر سيدر الذي تحذر كثير من الاصوات من مغبة أن يتحول أداة ضغط لتوطين اللاجئين والنازحين معاً كـ “حلٍ منطقي” لما تم رسمه من سيناريوهات في أروقة دولية، وليس لضخ المليارات في زواريب ينتظرها فاسدون وناهبو الاموال العامة في لبنان.      


مواضيع ذات صلة:

  1. السنيورة لن يدخل أي سجن… مرسال الترس

  2. نديم الجميل… والاتجاه لتكوين حزب جديد..؟… مرسال الترس

  3. الثقة الحقيقية.. لدى إقتلاع الفساد… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal