يستمر التجاذب حول مستشفى حلبا الحكومي في عكار، وامكانية أن يشكل ملاذا للفقراء من أبناء عكار، الذين من المفترض أن يلجأوا الى المستشفى الحكومي للحصول على الخدمات الطبية الضرورية على نفقة وزارة الصحة.
ولعل الزيارة التي قام بها وزير الصحة الدكتور جميل جبق الى عكار تندرج في اطار تعزيز دور المستشفى وامكانية تقديم المعاينة اللازمة لفقراء عكار غير المنتسبين لأي جهة ضامنة.
وبناء عليه أعلن جبق رفع موازنة المستشفى الى 7 مليار ليرة كما أعلن الغاء السقف المالي كليا، مؤكدا انه “لن يسمح لاي مستشفى رفض اي مريض، مهددا باقالة اي مدير مسؤول عن اي حادثة وفاة على ابواب المستشفيات الحكومية”.
واذا كان تصرف الوزير يبشر بمرحلة ايجابية من التعاطي بعيدا عن الكيدية والمحاصصة الطائفية والمذهبية، وأن يصار الى توزيع السقوف المالية للمستشفيات وفقا لحاجة المنطقة والضغط السكاني، وليس وفقا لتقسيمات مناطقية سياسية ومذهبية. الا أن تعاطي مستشقى حلبا الحكومي مع المرضى لا يندرج ضمن هذا الاطار.
يفيد المواطن أحمد الراعي الذي لا ينتمي لأي جهة ضامنة بالمبلغ المتوجب عليه لمستشفى حلبا الحكومي، فارق إجراء عملية جراحية (إستئصال زائدة)، ويؤكد أنه دخل الى المستشفى لاجراء عملية إستئصال الزائدة فدفع 200 ألف ليرة لبنانية على الصندوق، وعقب إجراء العملية طلب منه دفع مبلغ 114 ألف ليرة ليكون بذلك المبلغ الاجمالي 314 ألف ليرة.
ويضيف الراعي لقد فوجئت بالمبلغ المستحق علي، لافتا الى أن أحد أقاربي قام باجراء العملية الجراحية نفسها في مستشفى خاص على حساب وزارة الصحة ودفع مبلغ 140 ألف ليرة فرق وزارة الصحة.
متسائلا هل باتت خدمات وزارة الصحة أقل في المستشفيات الخاصة منها في المستشفى الحكومي؟ وما معنى أن أدفع مبلغ 314 الف ليرة فارق الوزارة، في وقت لم أمض فيه سوى يومين في المستشفى”.
وختم: “أنا عاطل عن العمل، إذ كنت أعمل في مجال الحدادة قبل أن أتعرض لاصابة بالغة في العين”.
ما جرى مع المواطن الراعي يعد نموذجا عن الخدمات المقدمة في مستشفى حلبا الحكومي التي يتم رفع سقفها المالي من دون إعتماد خطط واضحة لكيفة وآلية صرف هذه الأموال، ليبقى أبناء عكار ن دون أي رعاية صحية حكومية.
مواضيع ذات صلة:
-
عكار: اللوحات الدعائية المخالفة تهدد حياة المارة.. فمن يراقب؟… نجلة حمود
-
الوزير جميل جبق يفتح ملف مستشفى حلبا الحكومي.. فهل ينصف أبناء عكار؟… نجلة حمود
-
ضمان عكار: نقص حاد في الموظفين.. وتعاون على خدمة 50 ألف مستفيد… نجلة حمود
