المستقبل يتنفس الصعداء بعد موقف كبارة.. والباقي على جمالي… غسان ريفي

تنفّس ″تيار المستقبل″ الصعداء، بعد إعلان النائب محمد كبارة إستمراره في حمل رسالة تمثيل طرابلس وعدم ترشيح نجله كريم، حيث بات ″التيار الأزرق″ قادرا على التفرغ لمعركة إستعادة مقعد ديما جمالي الذي سقط بقرار المجلس الدستوري القاضي بإبطال نيابتها، وذلك في الانتخابات الفرعية التي من المفترض أن تحدد وزارة الداخلية والبلديات موعدها في غضون شهرين من تاريخ نشر القرار في الجريدة الرسمية في 22 شباط الماضي.

لا شك في أن ″المستقبل″ بدأ التعبئة العامة لهذه لانتخابات منذ لحظة صدور قرار المجلس الدستوري بدءا باعادة ترشيح جمالي على وجه السرعة، مرورا بدعم وتبني كتلة المستقبل النيابية لهذا الترشيح ولعب دور الضحية التي تعرضت للغدر والخيانة والطعن بالظهر، وصولا الى عقد الاجتماعات الداخلية وقيام الأمين العام أحمد الحريري بشدّ رحاله الى طرابلس وسط ″بروباغندا″ إنتخابية ـ شعبية تهدف الى اظهار الحضور القوي لـ″التيار الأزرق″ في عاصمة الشمال.

لا يختلف إثنان على أن الجهود الانتخابية التي يبذلها تيار المستقبل من المفترض أن تقترن بجهود مماثلة للمرشحة ديما جمالي التي يعلم القاصي والداني أن معركتها الطرابلسية لن تكون سهلة في ظل وجود مرشحين أقوياء في مقدمهم صاحب الطعن طه ناجي الذي يجري مشاورات مع حلفائه لاتخاذ القرار النهائي، واللواء أشرف ريفي الذي يطالبه أنصاره باستعادة المقعد النيابي الذي يؤكدون أنه سُلب منه في الانتخابات الماضية.

اللافت، أن المستقبل يدرك صعوبة هذه الانتخابات الفرعية لذلك يسعى الى الحصول على دعم بعض القيادات الطرابلسية وخصوصا الرئيس نجيب ميقاتي كونه يدرك أنه غير قادر على خوض أي مواجهة إنتخابية بمفرده، في حين أن جمالي تتصرف على أساس أن المعركة محسومة لصالحها، ما يجعلها ترتكب العديد من الأخطاء والهفوات التي قد يكون لها تداعيات لا تُحمد عقباها.

يقول مقربون من تيار المستقبل: إن جمالي لم تدرك بعد صعوبة المعركة الانتخابية المقبلة، وهي ما تزال تتعاطى مع الأمور بسطحية، في حين يواجه الرئيس سعد الحريري صعوبة بالغة في إعادة تسويقها، وما يزال يتعرض لضغوطات من الدائرة الضيقة المحيطة به، لاستبدالها بأحد الصقور الزرق الذي يحتاجه الحريري في المرحلة المقبلة الى جانبه.

ويضيف هؤلاء: إن جمالي تواجه أزمتين حقيقيتين، الأولى داخلية ضمن تيار المستقبل، حيث غلب على عملها خلال الفترة الماضية طابع الأنانية والفردية وعدم التشاور مع أحد، مستفيدة من الدعم اللامحدود الذي قدمه لها الرئيس الحريري، الأمر الذي أثار حفيظة العديد من المستقبليين تجاهها، ما يفرض عليها وبشكل سريع إستدراك هذا الأمر، سواء في زيارة النائب محمد كبارة وتقديم إعتذار له على الخطأ الذي إرتكبته بالتحدث نيابة عنه في إطلالتها التلفزيونية الأخيرة، لكي يستطيع أبو العبد في مرحلة لاحقة إقناع جمهوره بالتصويت لها، أو لجهة رفع مستوى التنسيق مع النائب سمير الجسر وعضو المكتب السياسي الدكتور مصطفى علوش وسائر أركان تيار المستقبل، لكي تهيئ الأرضية التي ستنطلق منها لخوض هذا الاستحقاق.

أما الأزمة الثانية فتتمثل في الرأي العام الطرابلسي الذي ما يزال غير مقتنع بقرار الرئيس الحريري إعادة ترشيحها، إنطلاقا من الرأي القائل بأنه يحتاج الى من يستطيع الدفاع عنه في المجلس النيابي لا سيما بعد القصور السياسي الذي ظهر على نواب المستقبل في جلسات الثقة، ما يتطلب جهدا إستثنائيا من جمالي، وعدم الاعتماد فقط على الجهود التي سيبذلها “تيار المستقبل” في هذا المجال، لأن ذلك قد يجعلها مهددة من أي مرشح جدي يقرر خوض هذه الانتخابات ضدها.


مواضيع ذات صلة:

  1. كبارة يُصَعّب من مهمة جمالي… غسان ريفي

  2. المتاريس السياسية ترتفع مجددا على خلفية محاربة الفساد… غسان ريفي

  3. تساؤلات لا تنتهي حول قرار المجلس الدستوري.. لماذا طرابلس؟… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal