الخميس الذي يسبق الصوم الكبير عند الموارنة.. للسكارى أم للذكارى؟… حسناء سعادة

كل سنة في مثل هذه الايام، ينقسم الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حول تسمية يوم الخميس الذي يسبق بداية الصوم الكبير عند الطوائف المسيحية، حيث يخصص هذا اليوم لاقامة الولائم والاحتفال بقطع الزفر بالاضافة الى الصلوات عن انفس الموتى، فمنهم من يقول انه ″خميس السكارى″ ومنهم من يؤكد انه ″خميس الذكارى″.

تكثر التأويلات والاجتهادات للدفاع عن وجهتي النظر، فيما لا يوجد اي تبني للتسميتين من قبل الكنيسة التي تعتبر انه يوم عادي يسبق بدء الصوم، وبالتالي فان التقاليد والعادات عند المسيحيين كانت تقضي بان يكون الاسبوع الذي يسبق الصوم هو اسبوع قطع الزفر اي تناول كل ما لذ وطاب من الطعام لان المسيحيين بالمبدأ يمتنعون عن اكل اللحوم والاجبان خلال الصوم.

يقول احد الكهنة ان الكنيسة لم تحدد نوعية الاكل وما يجب اكله او الامتناع عنه بل اوصت بالصوم، لافتا الى ان المسيحيين الاوائل كانوا ينقطعون عن اللحوم لانها كانت باهظة الثمن وكانوا يتقشفون في المآكل لتوفير الاموال خلال الصوم وتوزيعها على المحتاجين، اما اليوم فالاكل الصيامي بات مكلفا، معتبرا ان الخميس الذي يسبق الصوم مثله مثل اي يوم عادي في هذا الاسبوع والذي يهتم خلاله المؤمنون بالتحضير لاستقبال الصوم كل على طريقته.

ويعتبر العديد من ابناء الطائفة انه يحب تخصيص هذا اليوم لشرب الخمرة المحلل احتسائها عند المسيحيين ولانهاء ما يتواجد في المنزل من لحوم واجبان بسبب الانقطاع عنها طوال 50 يوما، لذا تكثر المآدب والدعوات الى العشاء والغداء وتجتمع العائلات على مناقل الفحم التي تعبق خلالها رائحة شوي اللحوم في معظم المنازل.

بالمقابل يعتبر العديد ايضا من الاهالي ان هذا الخميس هو لتذكار الموتى والصلوات لراحة انفسهم وانه لا دخل له بالسكر وشرب الخمرة بل ان هذه عادات وتقاليد غير مسيحية، ويعترضون على تسميته بخميس السكارى لانه يجب خلاله التحضر نفسيا وجسديا لاستقبال الصوم واستذكار الموتى والصلاة لراحة انفسهم.

من جهته يضع الاب يوحنا جحا حدا لكل التأويلات ويجزم بان الخميس الذي يسبق الصوم هو خميس السكارى وليس الذكارى معتبرا ان تسمية الذكارى اتت نتيجة محاولة اسقاط معنى روحي على مناسبة دينية اجتماعية عائلية، موضحا ان بعض الغيارى على الفايسبوك بدأوا حملة لتغيير الاسم فيما هو تقليد شعبي قديم فحواه انه في يوم الخميس الذي يسبق الصوم الكبير كان يتوجب على رجال القرية تناول الخمر الذي كان المشروب الروحي الوحيد المتوفر في تلك الايام ويُصنع في المنازل، الى جانب اللحم الذي يكون مخزونا في الدار ويتوجب التخلص منه قبل الصوم، فيتزاور الاصدقاء والاقارب لعقد جلسات السمر، لافتا الى انه كان شائعا يومذاك ايضا ان من لا يتناول الخمر يسقط اقرب المحبوبين اليه عن سطح الدار، معتبرا ان هذا الادعاء بعيدا عن الحقيقة ولكنه كان يستخدم من قبل البعض لارضاء نهمه في شرب الخمر كونه محرما طوال ايام الصوم، مؤكدا ان هذه العادة استمرت حتى يومنا هذا، لذلك لا وجود لخميس الذكارى بل انه بالمفهوم الشعبي خميس السكارى.

يبقى ان خميس السكارى او الذكارى هو محطة تسبق الصوم ويجب التحضر له بشكل ايماني مهما كانت تسميته..


مواضيع ذات صلة:

  1. بشري تقيم صلاة تصريف التفاح.. حسناء سعادة 

  2. هكذا ينقسم اللبنانيون حول الزواج المدني…حسناء سعادة

  3. ميدان إهدن بين التاج الأبيض.. وشجرة الشوح الميلادية… حسناء سعادة


Post Author: SafirAlChamal