ما هي الأسباب التي منعت منتخب لبنان بكرة السلة من التأهل الى كأس العالم؟… عزام ريفي

فوز وحيد وقف أمام أحلام وطموح الجماهير اللبنانية والمنتخب الوطني لكرة السلة للتأهل لبطولة كأس العالم، فبعد أن كان التأهل بمتناول اليد، وبعد أن وصلت ″اللقمة الى الفم″، شاء القدر أن يصل لبنان الى مباراته النهائية في آخر مرحلة من التصفيات الآسيوية ليحرم جمهوره من فرحة كانت منتظرة، ومن كتابة تاريخ جديد بجيل جديد لا يملك صفات الجيل القديم، ومن وضع اسمه ضمن لائحة أسماء المنتخبات التي ستشارك في كأس العالم الذي سيقام في الصين، بعد خسارته من كوريا الجنوبية بنتيجة (84-72).

كانت أحداث المباراة تجري في مصلحة المنتخب اللبناني، واستطاع رجال الأرز التقدم بفارق 11 نقطة على المنتخب الكوري، حيث كان اللاعبون يلعبون بأريحية تامة، وتفوق واضح.

كانت كل الأمور تسير نحو تأهل لبنان الى كأس العالم حتى بدأ المدرب سوبوتيتش باجراء تبديلات كثيرة وغريبة، واللعب “بروتييشن” واسعة، الأمر الذي انعكس سلباً على أداء الفريق، وكان كارثياً على المنتخب حيث اختفى التركيز والتناغم بين اللاعبين، وأدى الى الهبوط في مستواهم. وقد استغل لاعبو كوريا كل هذه العوامل بشكل ذكي، وفرضوا أسلوب لعبهم على أرض الملعب، وقلصوا الفارق أكثر فأكثر، ليصل الى فارق النقطتين مع نهاية الربع الثالث.

وصل لاعبو لبنان الى الربع الأخير مشتتين تماماً، وغير قادرين على مجاراة فورة المنتخب الكوري، وباصرار من المدرب شوبوتيتش باللعب بتشكيلة ضعيفة نسبياً، غابت عنها النزعة الهجومية، من دون أن يجري أي تبديل اضطراري، أو يحاول قلب موازين المباراة. ليتمكن المنتخب الكوري من التقدم في النتيجة التي كانت أشبه برصاصة الرحمة بالنسبة للمنتخب اللبناني الذي بدا لاعبوه عاجزين تماماً وبلا أنياب، وغابت عنهم الروح القتالية، واستسلموا كلياً وكأنهم يلعبون مباراة ودية عادية، غير مكترثين بأعداد الجماهير الهائلة التي كانت متواجدة والتي ظلت تصرخ وتشجع حتى آخر ثانية، ليضيع تشجيعهم هباء، وتنتهي المبارة كورية بفارق 12 نقطة (84-72).

أسباب كثيرة قد تكون وراء خسارة منتخب لبنان، أولها خسارة لبنان أمام نيوزيلاندا، والتي تعد واحدة من الأسباب المهمة التي كانت نتيجتها خسارته أمام كوريا، خصوصاً أن كل التحضيرات، والتغطية الإعلامية، وتركيز اللاعبين كان على مباراة نيوزيلاندا، ومع ذلك خسروها، الأمر الذي أحبط معنوياتهم.

ثانياً: التغطية الإعلامية الكبيرة والهائلة للحدث، والتي وبدلاً من أن تشكل حافزاً ودعماً معنوياً للمنتخب، شكلت حالة من الضغط النفسي الكبير أرخى بثقله على اللاعبين، وانعكس سلباً على أدائهم على أرض الملعب.

ثالثاً: قوانين الفيبا غير المنصفة والتي لعبت دورا أساسيا باقصاء لبنان، حيث أن جميع المنتخبات لعبت بكامل قوتها ضد المنتخب اللبناني، في حين كانت تذهب بتشكيلة ضعيفة وغير مكتملة لتلاقي منتخبات أخرى وهذا الأمر أثر على النتيجة، ويطرح جدل وسلسلة تساؤلات لا نهاية لها.

رابعاً: بالرغم من خبرة المدرب سوبوتيتش الا أنه شكل سبباً لعدم تأهل لبنان، وذلك بسبب عدم تعامله بالشكل المطلوب مع مجريات المباريات، بالإضافة الى الحزازيات والمشاكل الواضحة التي كانت بينه وبين اللاعبين وعدم وجود تجانس بينهم.

خامساً: لعب بعض اللاعبين اللبنانيين لخدمة مصلحتهم الشخصية فقط، بهدف الظهور ليس أكثر، غير آبهين بأنهم يلعبون باسم لبنان، وأمام جماهير جاءت من مختلف المناطق اللبنانية لمدهم بالدعم المعنوي.

سادساً: قلة الخبرة التي بدت واضحة على بعض اللاعبين اللبنانيين خصوصاً في التعامل مع الفترات الحساسة من المباراة، هذا بالإضافة الى غياب التجانس، واللعب الجماعي ضمن صفوف المنتخب، حيث يرى المشاهد أو المتابع، منتخبا يلعب ولكن من دون روح.

سابعاً: يلعب لبنان تصفيات مهمة ومصيرية مؤهلة لكأس العالم، وليس بطولة ودية عادية، فمن المنطق أن يختار المدرب والإتحاد معاً 12 لاعبا من النخبة، والأفضل من بين الأفضل، كي تتواجد للمدرب حلولا خلال المباريات، لا اختيار لاعبين للمنظر أو لتدفئة كراسي الإحتياط.

ثامناً: اصرار الإتحاد اللبناني تعيين مدرب أجنبي للإشراف على المنتخب، بعد تجربة آسيا التي تعد فاشلة، فلماذا أصر الإتحاد على الإستعانة بمدرب أجنبي، في ظل وجود مدربين لبنانيين يتمتعون بخبرة أكثر من كافية لاستلام زمام الأمور.

تاسعاً: بطولة دبي، التي كانت بمثابة عذاب لللاعبين اللبنانيين، خصوصاً أنهم لعبوا بكل ما يملكون من قوة، لتنتهي البطولة لبنانية، فلماذا لم ير الإتحاد اللبناني في بطولة دبي وسيلة لتحضير المنتخب باشراكه بدلاً عن الفرق اللبنانية، وبدلاً من خوضه مبارتان ضد المنتخب الياباني.

كلها أسباب اجتمعت ومنعت تأهل لبنان الى كأس العالم، ومن الممكن أن يتواجد غيرها كثير ولكن الأهم هو محاولة دراستها من قبل الإتحاد اللبناني، ومعرفة كل الأخطاء التي وقعت صغيرة كانت أم كبيرة، لعدم الوقوع فيها مرة أخرى، أما بالنسبة لحلم التأهل لكأس العالم فقد ضاع وأصبح وراءنا، وتأجل لأربع سنوات مقبلة، والحقيقة المرة أن لبنان لم يكن لديه سوى متنفس واحد في ظل هذه الأوضاع التي يمر بها، وها هو يحرم منه.

https://twitter.com/AzzamGRifi/status/1099791477411143685


مواضيع ذات صلة:

  1. لعنة الثواني الأخيرة تحرم لبنان من الفوز أمام نيوزيلاندا… عزام ريفي

  2. حلم لبنان بالتأهل الى كأس العالم لكرة السلة في الصين… إقترب… عزام ريفي

  3. سيطرة لبنانية تامة على دورة دبي.. ثلاثة أندية في المربع الذهبي… عزام ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal