الحريري يستعجل ترشيح جمالي.. و″المستقبل″ يستحضر ″عدة الشغل″ الانتخابية… غسان ريفي

سارع ″تيار المستقبل″ الى إطلاق حملته الانتخابية في طرابلس دعما للسيدة ديما جمالي بعد ساعات قليلة من إعلان المجلس الدستوري قرار إبطال نيابتها وإعتبار المقعد السني في الفيحاء شاغرا.

حاول ″المستقبل″ إستدرار عطف الطرابلسيين باظهار نفسه ضحية تعرض للطعن بالظهر وتعرض رئيسه سعد الحريري للغدر، وهو في ما يبدو إستحضار لـ″عدة الشغل″ المستقبلية التي غالبا ما يعتمدها في معاركه الانتخابية، متناسيا أنه في رأس هرم السلطة، وأنه يمتلك مفاتيح الحل والعقد.

كما تناسى المستقبل أن المجلس الدستوري أعاد تقديم مقعد طرابلس السني الخامس له على طبق من فضة، باعتباره شاغرا وبدعوته الى إنتخابات فرعية خلال شهرين، بدل أن يعلن فوز المرشح الطاعن طه ناجي الذي تؤكد الأرقام حقه بالفوز ولو كانت هذه الأرقام ضئيلة الى أقصى درجة لكنها تمنحه التقدم على جمالي وتؤهله للحلول مكانها، لكن ذلك لم يحصل، بل كان الخيار إنتخابات فرعية من المفترض أن تكون سهلة للمستقبل لا سيما بعد تشكيل الحكومة وعودة الحريري الى رأس السلطة التنفيذية وتبدل بعض التحالفات في المدينة عما كانت عليه في الانتخابات الأخيرة.

قرار الدستوري أثار حفيظة النائب فيصل كرامي الذي إعتبر أن ما جاء في قرار المجلس هو هرطقة، متسائلا: لماذا الفارق الضئيل لمصلحة المستقبل يعول عليه ويمنح ديما جمالي الفوز في الانتخابات، بينما الفارق الضئيل لمصلحة المرشح ناجي لا يعول عليه ويحرمه من حق الدخول الى الندوة البرلمانية بدلا من جمالي؟، وأين ذهبت الأصوات التي إنتزعت من لائحة المستقبل؟.. هل تبخرت؟.

بدا واضحا أن الرئيس الحريري أدرك ضمنا بأن المجلس الدستوري قام بمسايرته في القرار الذي أصدره، فسارع الى إستدعاء ديما جمالي الى بيت الوسط وطلب منها ترشيح نفسها للانتخابات الفرعية، وهي أعلنت ذلك أمام وسائل الاعلام شاكرة الرئيس الحريري على تجديد ثقته بها، متحدثة عن تدخلات سياسية بقرار المجلس الدستوري الذي بات يعي الجميع أنه جاء لمصلحتها، كما سارعت كتلة المستقبل النيابية الى تبني هذا الترشيح والطلب من أهل طرابلس دعم جمالي في معركتها الانتخابية الجديدة.

هذا الترشيح السريع لجمالي، فاجئ عدد من قيادات تيار المستقبل في طرابلس، خصوصا أن بعضهم كان يتطلع الى أن يرشح الرئيس الحريري واحدا من الصقور القادرين على الوقوف الى جانبه في مجلس النواب والدفاع عنه خصوصا بعد الهجوم العنيف الذي تعرض له خلال جلسات الثقة ولم يفلح أي من نوابه الوقوف بوجه الخصوم وفي مقدمهم اللواء جميل السيد ما إضطر الحريري الى التدخل شخصيا والرد عليه.

وكانت تنتظر بعض تلك القيادات أن ينصف الحريري عضو المكتب السياسي الدكتور مصطفى علوش بترشيحه عن مقعد طرابلس السني، وذلك بعدما أخل بوعده معه لجهة توزيره في الحكومة، وبتكليف ديما جمالي برئاسة المنطقة الاقتصادية الخاصة خلفا لوزيرة الداخلية ريا الحسن.

ردة الفعل السريعة للحريري بترشيح جمالي أكدت بما لا يقبل الشك، أنه لا يريد الانكسار أمام قوى 8 آذار التي نجحت مؤقتا بتقليص عدد كتلة المستقبل نائبا واحدا، وأن واقع المعركة يفرض عليه أن يعيد ترشيح جمالي وأن يدعم وصولها وأن يضحي مجددا بالدكتور مصطفى علوش، ليعزز حضور تياره في المدينة بعد الاخفاقات التي شهدها في الانتخابات الأخيرة، لكن مهمة الحريري لا يمكن أن تنجح من دون دعم وإلتفاف الحلفاء والأصدقاء حوله، خصوصا أن الزمن الأول تحول، وما كان الحريري قادرا على أن يقوم به بمفرده، بات اليوم صعبا من دون مؤازرة سياسية طرابلسية.


مواضيع ذات صلة:

  1.  ما هي القرارات التي قد يصدرها المجلس الدستوري اليوم.. بشأن الطعون النيابية؟… غسان ريفي

  2. ميقاتي يضع النقاط على الحروف.. وينسج شبكة أمان حول مفهوم الدولة… غسان ريفي

  3. درع ″منتدى الطائف″ للرئيس ميقاتي.. اعتراف بفضله في حماية الاتفاق… غسان ريفي


Post Author: SafirAlChamal