شكّل اللقاء الذي نظمه قطاع المرأة في ″تيار العزم″ في قاعة المجلس النّيابي أمس، فرصة كبيرة أمام المشاركين للتعبير عن مناصرتهم ومطالبتهم الجدّية بضرورة تفعيل وتنفيذ القوانين التي تُسهم في دعم حقوق ذوي الاحتياجات الخاصّة في لبنان الذين يُعانون أقسى المعاناة على المستويات كافّة.
رعى اللقاء عضو كتلة الوسط المستقل نقولا نحاس، وشارك فيه مسؤولة قطاع المرأة في تيار العزم السيدة جنان مبيض، وفد من قطاع المرأة في كلّ من تيار العزم، الكتائب، والقوات اللبنانية، عدد من الجمعيات اللبنانية التي تُعنى بذوي الاحتياجات الخاصّة، إضافة إلى حضور ومشاركة البعض من ذوي الاحتياجات وذويهم، إضافة الى عدد من المهتمّين.
وفي بداية اللقاء، تمّ عرض فيلم وثائقي بالتعاون مع معهد الرحمة لذوي الاحتياجات الخاصّة وعدد من الجمعيات التي تُعنى بهم، بهدف الحديث عن أهمّية تنمية قدراتهم ضمن الحملة التي أطلقها تيار العزم العام الماضي بعنوان ″حقك علينا″.
أشار المشاركون الى أن الحملة التي تُحاول دعم قضايا هذه الفئة المهمشة سياسيًا، كما اجتماعيًا في البلاد ما تزال مستمرّة، آملين أنْ تصل إلى نتائج تحثّ على احترام حقوق ذوي الاحتياجات الخاصّة، وهذا ما عبّرت عنه مسؤولة قطاع المرأة في ″العزم″ جنان مبيض في كلمتها التي أكّدت فيها على ″جدّية الحملة التي تمّ إطلاقها من طرابلس لتكون على المستوى الوطني ولحث الدّولة على احتضان ذوي الاحتياجات الخاصّة ضمن برنامج يضمن تأمين الحياة الكريمة واللائقة لهم في كلّ المجالات″، متوجّهة بالشكر إلى النّائب نقولا نحاس على رعايته لهذه القضية التي تُطرح ولأوّل مرّة في المجلس النّيابي.
وألقى ممثلو الجمعيات المشاركة كلمات عدّة أكدت على أهمّية تطبيق قانون 220/2000 واحترام حقوق ذوي الاحتياجات الخاصّة، حيث ذكر مدير عام مجمّع الرحمة عزّت آغا أن البيان الوزاري كان قد توجه لخفض المساهمات للمؤسسات الاجتماعية، وهذا ما نرفضه بشدّة خاصّة في ظلّ وجود حالات إعاقة شديدة ومتوسّطة كالشلل الدّماغي أو التوحد، وبالتالي لا بدّ من إطلاق صرخة نُؤكّد فيها أنّه لا بديل عن المؤسسات الاجتماعية خاصّة في ظلّ عدم وجود مدارس تؤمّن التأهيل والتعليم للطفل الذي يُعاني من إعاقة ما″.
وعن جمعية Arc En Ciel، ألقى ممثلها جورج بولس كلمة يشدّد فيها على ضرورة المحاسبة والمساءلة التي تتمّ عادّة من خلال الانتخابات، ″ولكنّنا حتّى في الانتخابات نُعاني، نظرًا لعدم وجود مدارس مؤهلة تناسب ذوي الاحتياجات الخاصّة″.
من جهتها، أشارت ممثلة الاتحاد اللبناني للصمّ ومركز التعليم للصمّ نادين إسماعيل إلى عجز الأمّهات عن وضع أبنائهن الذين يُعانون من إعاقة في المؤسسات، فقد لا يجدن مؤسسة تخدمهن، أو هن عاجزات ماديًا ومعنويًا للقيام بهذه الخطوة، الأمر الذي يخلق مشكلة جدية″.
وقالت ممثلة جمعية منتدى المعاقين رشا السنكري: ″إن الجمعية كانت قد غيّرت نظرة النّاس للإعاقة في طرابلس، ولكنّنا نحتاج إلى احترام حقوق الطفل الذي يُعاني من إعاقة كيّ لا يتأثر خلال دخوله إلى المسرح أو السينما.″
وفي كلمة عن الاتحاد الوطني للإعاقة العقلية، أكد موسى شرف الدين أنّ قضية الإعاقة يجب أن تكون ضمن سياسة الدّولة لأنّها ليست مسألة اجتماعية فحسب”.
وشكر ممثل غرفة التجارة في طرابلس عبد الرزاق إسماعيل قطاع تيار المرأة في تيار العزم، معتبرًا أنّ اللقاء لن يكتمل إن لم يتمّ التخطيط لورشة عمل من وزارة الداخلية والبلديات، ووزارة الشؤون، والتربية″.
ثم قدمت لولو رويهب باسم واحة الفرح مداخلة شددت فيها على حق ذوي الاحتياجات الخاصة بالحياة الكريمة، وتلتها الدكتورة رابعة يكن باسم مركز المنى فأشارت الى النضالات التي شهدتها المراحل الماضية في سبيل تامين حياة لائقة للمعوقين، كما تحدثت
ماري الحاج رئيسة مصلحة المعوقين في وزارة الشؤون فأكدت سعي الوزارة لاقرار كل ما من شأنه إنصاف هذه الشريحة التي تحتاج الى كل انواع الدعم، وكذلك تحدثت هند ذوق باسم جمعية فيستا فأشارت الى ما تقوم به الجمعية في هدا الإطار مؤكدة انه آن الأوان لنيل ذوي
الاحتياجات الخاصة حقوقهم.
وختم النّائب نقولا نحاس اللقاء باقتراح إنشاء لجنة تضع الأولويات التي يراها الحاضرون، كما اقترح إمّا تعديل القانون أو طرح قوانين جديدة، ومن ثم التخطيط لكيفية إيجاد آلية للتنفيذ ومتابعتها قانونيًا لجعلها من أعلى الأولويات، فانخفاض الموارد تدفع الدّولة للاهتمام بأولويات مختلفة عن هذا المطلب الذي يجب تشكيل مجموعة ضغط لمناصرته وجعله من رأس الاهتمامات لدى الدّولة″.
مواضيع ذات صلة:
-
لما يُسمّى شباط.. بـ″شهر البسينات″؟… إسراء ديب
-
الميناء: مشروع الصرف الصحي يُقلق أبنائها.. من يُعوّض خسارتهم؟… إسراء ديب
-
أيها اللبنانيون.. صحتكم بأيدي تجار الأدوية… إسراء ديب
