الثقة الحقيقية.. لدى إقتلاع الفساد… مرسال الترس

بالرغم من نيل حكومة الرئيس سعد الحريري ثقة وازنة في مجلس النواب نهاية الاسبوع الفائت، الاّ أن معظم المواطنين لم “يبلعوا” هذه الثقة التي شكك فيها أكثر من نائب من زاوية اعتبارها مشروطة، إضافة الى ما أقدم عليه التيار الوطني الحر الذي أجبر وزراءه على التوقيع على استقالة مسبقة مهلتها مئة يوم فقط، يمكن بعدها طرحها في بازار المزايدات اذا رأى رئيس التيار وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أن أداء هذا الوزير أو الوزيرة لم يكن بالمستوى المطلوب، وهي سابقة لم يعتمدها أي حزب أو كتلة منذ الاستقلال!.

فاللبنانيون ملوّا سماع الوعود والخطب الطنانة الرنانة التي أجمعت خلال جلسات الثقة العلنية على وجوب محاربة الفساد وشل عمل الفاسدين وقصقصة جوانح ناهبي المال العام.

فاذا كانت الحكومة صادقة فعلاً في محاربة هذه الآفة التي شلت الاوضاع الاقتصادية والمالية وراكمت الدين العام الذي تنوء تحته مختلف فئات الشعب، فما عليها الاّ أن تُظهر لمواطنيها الخطوات الاولى في مسيرة الف ميل استئصال الفساد عبر خطوة أو أكثر تُظهر جديتها في هذا المجال لتنال ثقة اللبنانيين جميعاً قبل المئة وأحد عشر نائباً في ساحة النجمة. لأن في جعبة هؤلاء اللبنانيين العديد من التساؤلات ابرزها الآتي:

أولا: هل سيكون رؤساء الكتل والاحزاب صادقين مع أنفسهم فيعمدوا الى توجيه أصابع الاتهام الى الفاسدين في محيطهم أم سيكتفون بالاشارة الى الآخرين؟

ثانيا: هل سيقف رؤساء الكتل والاحزاب الى جانب القضاء او المؤسسات الرقابية في الدولة اذا ما أشير بالبنان الى أحد الفاسدين أو وُجّه الاتهام الموثق اليه؟

ثالثا: هل ستقوم دنيا الطوائف والمذاهب التي ينتمي اليها رؤساء الكتل والاحزاب ولا تقعد، ويحركوا شوارعهم اذا ما تم الاعلان عن اسم فاسد موثق بالقرائن ينتمي اليها؟

رابعا: هل ستبدأ محاربة الفساد من “فوق” لتأخذ طريقها الى النجاح وتكشف عن ملايين الدولارات المنهوبة، أم أنها ستركز على “تحت” لتلاحق صغار السارقين الذين قد أضطر أحدهم يوماً لسرقة رغيف من الخبز؟.

واذا كانت هذه هي الحال النفسية التي يعيشها المواطنون لكي يمنحوا الثقة لمن يتولى أمورهم. فان البطريركية المارونية دعت الى “إطلاق حرب شرسة ضد الفساد وبلا هوادة” مؤكدة أنها “ستراقب كل ما يجري، ولن تسكت عن التجاوزات أو تسمح بنَهب الدولة مجدداً وإفقار الشعب”. معولةً بشكل جدي على ما ستسجله الايام المقبلة “لأنّ التجربة مع غالبية الطبقة الحاكمة لا تشجّع”.

وتبقى العبرة من كل ذلك في التطبيق وليس في الكلام الذي يُطلق عبر الشاشات ومن على المنابر!..


مواضيع ذات صلة:

  1. هكذا سحب دير سيدة البلمند ″البساط″ من تحت أقدام مطرانية بيروت… مرسال الترس

  2. هل نطق جنبلاط كفراً؟… مرسال الترس

  3. وزارة محاربة الفساد: سقطت سهواً أم انتهت المهمة؟… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal