ما هو موقف الحريري والافتاء من طرح الوزيرة الحسن للزواج المدني؟… عمر ابراهيم

لم يكد ينتهي الجدل في الشارع السني حيال ما اقدمت عليه نائب تيار المستقبل عن المقعد السني رولا الطبش داخل احدى الكنائس، حتى اثارت وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن زوبعة داخل الشارع الاسلامي بشكل عام بعد طرحها موضوع الزواج المدني الذي يعتبر من بين اكثر القضايا الخلافية في لبنان.

ردود الفعل على تصرف النائب الطبش في حينها دفعت راس الهرم في تيار المستقبل الى ايجاد مخرج من خلال دعوتها الى دار الفتوى عبر مفتي الجمهورية الدكتور الشيخ عبداللطيف دريان لتقديم الاعتذار والنطق بالشهادتين والاعتذار من الله..

واعتذار الطبش حينها جاء بمثابة حفظ ماء لوجه تيار المستقبل الذي واجه سلسلة انتقادات، لكن ليس لوقت طويل، حيث عاد اليوم ليواجه انتقادات مماثلة بعد الكلام الذي ورد على لسان الوزيرة الحسن خلال مقابلة مع “يورونيوز”، اشارت فيها  إلى “أنّها تحبذ شخصياً، أن يكون هناك إطار للزواج المدني”، مضيفة ان هذا “الأمر سأتحدث فيه وسأسعى لفتح الباب لحوار جدي وعميق حول هذه المسألة مع كل المرجعيات الدينية وغيرها، وبدعم من رئيس الحكومة سعد الحريري حتى يصبح هناك اعتراف بالزواج المدني”.

هذا الكلام سرعان ما جاء الرد عليه من مفتي الجمهورية السابق الشيخ محمد رشيد قباني الذي اعادت اوساطه  التذكير بموقفه الحاسم لجهة “أن كل من يوافق من المسؤولين المسلمين في السلطة التشريعية والتنفيذية على تشريع الزواج المدني ولو اختياريا هو مرتد وخارج عن دين الاسلام ولا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين”.

ولم يقف الحد عند المفتي القباني، حيث توالت الردود الرافضة ومنها موقف النائب محمد كبارة الذي إعتبر أن “هناك أمورا كثيرة أهم من إعادة طرح الزواج المدني”، في حين خصص بعض رجال الدين خطب الجمعة لتبيان الموقف الشرعي من الزواج المدني ومخاطره، في حين اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالكثير من التساؤلات عن توقيت طرح هذا الموضوع وما الهدف من الحديث عنه في وقت يعيش فيه لبنان ازمات اقتصادية وسياسية ويعاني سكانه من ضائقة معيشية، وهل الاولوية اليوم هي لطرح مواد خلافية ام لايجاد نقاط التقاء تسهم في دعم مسيرة الحكومة الانقاذية، والاهم من ذلك، ما هو موقف الرئيس سعد الحريري الذي وضع هذا الكلام جزء كبير من جمهوره في موقع لا يحسد عليه، وان كان الرئيس الحريري موافق ام انه سيتدخل لتهدئة الشارع وحفظ ماء وجه رجال الدين المحسوبين سياسيا على تيار المستقبل وعلى راسهم المفتين في لبنان، والذين التزموا الصمت بانتظار مخرج يجنبهم الاحراج السياسي ويرفع عنهم المسؤولية الشرعية في هذه القضية التي يجمع علماء دين انها مخالفة للدين الاسلامي.  


مواضيع ذات صلة:

  1. الحريري يفرّط بالصقور لصالح الحمائم.. هل يخفت صوت المستقبل؟… عمر ابراهيم

  2. بعد طلبها المغفرة من ربها.. هل تعتذر رولا الطبش من اللبنانيين؟… عمر ابراهيم

  3. النائب الطبش تنطق الشهادتين.. هل تعامل معها دار الفتوى كخارجة من الاسلام؟… عمر ابراهيم


 

Post Author: SafirAlChamal