نصرالله من مهرجان ″هداة الدرب″: نريد حلا لمشاكل الناس لا أكثر

شدّد الأمين العام لـ″حزب الله″ السيد حسن نصرالله على الحوار في المرحلة المقبلة بعد نيل الحكومة الثقة، ولفت الى أنّ إيران مستعدّة لمساعدة لبنان في أزمة الكهرباء، وأكد أنّ “من سيحل مشكلة الكهرباء في لبنان سيحظى بمردود معنوي واخلاقي كبير ولو تجاوز البعض الإعتبار السياسي في لبنان لكنا من العام 2006 حصلنا على كهرباء 24/24 لكن النكد السياسي والإنصياع والجبن حالوا دون ذلك″. 

كما أطلق نصرالله المعركة الحقيقية ضد الفساد، وقال: ″في معركة الفساد نريد ان يعود المال المسروق وأن نمنع سرقة أو نهب المال الموجود وهذه المعركة سنخوضها عبر الملفات الكبيرة التي تمثل اموال الناس ولسنا نطلب اي نجوم وظهور اعلامي بل نريد أكل العنب″. 

كلام نصرالله جاء خلال إحياء ″حزب الله″ عصر اليوم مهرجان ″هداة الدرب″ لذكرى ″الشهداء القادة″: الأمين العام السيد عباس الموسوي، الشيخ راغب حرب والقيادي في الحزب عماد مغنية، وقد توزّع الحفل على قاعات في بلدات جبشيت، النبي شيت، طير دبا ومعلم مليتا السياحي، وحضرته شخصيات سياسية وحزبية وفلسطينية ودينية ومؤيدون.

أولا.. عن الداخل: كلنا بمركب واحد

داخليًا، شدّد نصرالله على أهمية الحفاظ على الحوار والتضامن والتعاون بعد تشكيل الحكومة ونيلها الثقة، وقال: “بالنسبة لنا نقول للبنانيين نيتنا صافية من أول الطريق ليس لدينا شركات نشغلها ولا نريد المال من الدولة”.وأضاف: “قدمنا لإيران خطة لحل أزمة الكهرباء وأبدت استعدادها للمساعدة لكن مسؤولين لبنانيين سابقين رفضوا”، وتابع: سنعمل على ملفات الفساد السابقة والحالية وسنعمل على سد الثغرات لمنع الفساد في المستقبل وسنخوض هذه المعركة بنفس البسالة والشجاعة سنخوض هذه المسؤولية.

وأشار الى أننا في معركة الفساد نريد ان يعود المال المسروق وأن لا يسرق المال الموجود وهذه المعركة سنخوضها عبر الملفات الكبيرة التي تمثل اموال الناس ولسنا نطلب اي نجوم وظهور اعلامي بل نريد أكل العنب، وأضاف: أول الملفات كان ملف الـ11 مليار دولار والآن على القضاء ومجلس النواب البحث فيه وثاني الملفات كان ملف القرض الذي يفاوض عليه لبنان ويعرض على الوزراء.

وتابع السيد نصر الله أنّ “النكد السياسي الذي اعتمده مسؤولون سابقون حرم اللبنانيين من الكهرباء منذ عام 2006، قائلاً: أتينا بأصدقائنا لحل مشكلة الكهرباء ورفضتم فآتونا أنتم بأصدقائكم أيّاً كانوا أصدقائكم وافترض أن إسرائيل ليست منهم.

وفي ملف الكهرباء أيضًا، قال:  إن قبلتم بمساعدة إيران في ملف الكهرباء فـيلا وإن رفضتم لن نعترض ولن نتظاهر ولن نواجه أحداً لأجل ذلك وخلينا بالعتم”. وأكد أنّ “من سيحل مشكلة الكهرباء في لبنان سيحظى بمردود معنوي واخلاقي كبير “.

 وأضاف أننا كلنا في مركب واحد وان انهار الإقتصاد سننهار جميعاً كأحزاب وطوائف ومناطق، لذلك نحن امام معركة كبيرة في مواجهة الفساد والهدر والإنفاق ونحن جديون في هذه المعركة وجهزنا ملفاتنا لخوضها وقد انطلقت الخطوات الأولى من المجلس النيابي قبل ايام.

وشدد على أنّ حزب الله دخل إلى الساحة الداخلية أقوى من أي وقت مضى، وقال: نريد حلا لمشاكل الناس لا أكثر.

نصرالله: لا وجود لنا بالخارج

وتابع قائلا: لا يمكن إلحاق الهزيمة بهذه الروحية، لذلك نحن أقوياء، لافتا الى تصريح وزير خارجية اميركا بأن حزب الله بات أقوى من قبل”، ونفى “ما قاله الأميركيون عن فنزويلا التي نتضامن مع قيادتها ضد التآمر والأطماع الأميركية فيها، ولكن لا أساس لاتهامهم بوجود خلايا لحزب الله في فنزويلا، وكذلك الحديث عن وجود خلايا لحزب الله في اميركا اللاتينية فلا أساس له من الصحة”.

وأعلن مؤكدًا عدم وجود خلايا أو مجموعات أو تنظيم لحزب الله لا في اميركا اللاتينية ولا في الخارج

وعن ″داعش″..

كذلك دعا نصر الله الى التذكير مجددا بقضية فلسطين لمواجهة التطبيع الجاري، لأنه يدعو الى القلق، مشددا على ضرورة تحمل المسؤوليات في هذه المواجهة سواء بالكلمة أو السخط، رفضا للتطبيع.

وتطرق الى وجود داعش في سوريا، فوصف كلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن الإعلان عن انتهاء وجود داعش العسكري في سوريا بـالمنافق، لأن وجود داعش منذ البداية كان بدعم اميركي وباعتراف ترامب نفسه عندما اتهم هيلاري كلينتون واوباما بصناعة داعش.

وأكد ان الشعب في العراق وسوريا وحلفاءهم هم من قضى على داعش وليس الأميركي الداعم لها، منتقدا الإدعاء الأميركي بقتال داعش في سوريا، لأن الجيش السوري وحلفاءه وشباب حزب الله والإخوة الإيرانيين والفصائل العراقية والحليف الروسي هم من حرروا سوريا من داعش.

واستذكر كيف ان “الأميركي وترامب رفضا حسم المعركة ضد داعش في شرق الفرات منذ شهر 11 من العام 2017″، وأعلن ان “من حرر المنطقة ودحر داعش هو محور المقاومة جيوشا ودولا وشعوبا”. 

قادرون على دخول الجليل!

كما قال نصرالله: إسرائيل واثقة بأنّ حزب الله قادر على دخول الجليل وغير واثقة بقدرة جيشها على دخول جنوب لبنان وهذا تحوّل كبير

 وتوجه الى الإسرائيليين بالقول: إذا كنتم تعرفون عنا الكثير فهذا يعني انه سيردعكم، متوقفا أمام النقاش الدائر في أوساط الجيش الإسرائيلي حول عدم جهوزيته، ولا سيما في القوة البرية عندهم، وهو ما تعترف به قيادة جيشهم إذ لا يثقون بأفراد جيشهم، لا بل يثقون بأن المقاومة قادرة على الدخول الى الجليل، في حين لا يثقون بقدرتهم على الدخول الى جنوب لبنان”، واصفا الأمر بأنه “تحول كبير وعلى مستوى عال من الأهمية.

وارسو لن يخيفنا!

كما توقف أمام مؤتمر وارسو الذي انعقد مؤخرا لحشد الجهود ضد محور المقاومة، مشيرا الى فشل المؤتمر، ومقارنا بينه وبين مؤتمر 2011 تحت مسمى مؤتمر أصدقاء سوريا، وحضره ممثلون عن 148 دولة، وقبلها مؤتمر شرم الشيخ العام 1996 وحضره رؤساء من العالم والدول العربية.

وقال: مؤتمر وارسو لن يخيفنا لأنه كان مؤتمرا هزيلا، وكان هدفه التطبيع في العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول العربية، كي يصار الى نسيان قضية فلسطين واستبدالها بمواجهة محور المقاومة وإيران، كل ذلك لن يؤدي الى نتيجة.  

مجسم للسيد عباس الموسوي

وكان قد حضر احتفال حسينية الإمام الحسن في بلدة النبي شيت، حشد من أهالي المنطقة، تقدمهم النواب: حسين الحاج حسن، علي المقداد، إبراهيم الموسوي، أنور جمعة وإيهاب حمادة، النواب السابقون: حسين الموسوي، عمار الموسوي وجمال الطقش، مسؤول الحزب في منطقة البقاع محمد ياغي، ممثل حركه “أمل” مصطفى السبلاني، ممثلو القوى الوطنية والإسلامية والقومية، رؤساء اتحادات بلديات ومجالس بلدية ومخاتير وفاعليات.

وقد أزاح رئيس المجلس التنفيذي لـحزب الله السيد هاشم صفي الدين الستار عن مجسم سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي يرافقه نجله ياسر الموسوي، تلاه فيلم وثائقي من وحي المناسبة.

وتوجّه نصرالله في كلمته بـالتحية والتقدير إلى عائلات الشهداء القادة، عائلة سيد شهداء المقاومة الأمين العام السيد عباس الموسوي والشهيدة السيدة أم ياسر وطفلهما علي الأصغر السيد حسين، وعائلة شيخ الشهداء الشيخ راغب حرب، وعائلة القائد الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية، نحضر بين أيديهم أمام ذكراهم العطرة وأرواحهم الحاضرة، نتعلم، نستهدي، نتزود بما نواصل به طريقنا نحو المستقبل.
 
كما تمّ عرض لمسيرة الشهداء القادة الثلاثة في مواجهتهم للاحتلال الإسرائيلي الى حين استشهادهم على يد العدو الإسرائيلي، وأشار نصرالله الى “تصاعد قوة المقاومة منذ العام 1982 رغم محاولات إسرائيل واميركا للقضاء عليها”، مؤكدا “فشل هذه المحاولات لأنهم يجهلون سر قوة المقاومة الذي هو ليس بالسلاح أو بالمال وإنما بالإيمان وبروحية المقاومة وجمهور المقاومة”.

Post Author: SafirAlChamal