ساحة عبد الحميد كرامي.. ″هايد بارك″ او ميدان تحرير صغير؟… عمر ابراهيم

لم تلق ساحة عبد الحميد كرامي  في تاريخها ذاك الاهتمام الذي حظيت به خلال السنوات الماضية الى يومنا هذا، بعدما ذاع صيتها على الصعيد الإعلامي، نظرا لما شهدته من تحركات احتجاجية ومن اعتصامات سلمية وغيرها، دفعت بالبعض الى اسقاط العديد من التسميات عليها منها: “هايد بارك” الحديقة المشهورة في بريطانيا  او ميدان التحرير (الساحة التي انطلقت منها شرارة التحركات في مصر) فضلا عن تسمية اخرى يسعى من هم في الساحة اليوم الى اسقاطها عليها وهي “ساحة الثورة”.

هي قبلة أنظار الطرابلسيين والواجهة الجنوبية لمدينتهم، ونقطة التقاء المواطنين وقبل كل ذلك، هي ساحة رجل الاستقلال الزعيم عبد الحميد كرامي قبل ان يستبدل تمثاله باسم الجلالة “الله” إبان سيطرة حركة التوحيد الاسلامي على المدينة.

رمزية الساحة ومكانها حولاها  إلى ساحة مفتوحة للتعبير عن المواقف السياسية ولتنظيم التحركات الاحتجاجية وللضغط على المعنيين والى منصة لرفع اللافتات والصور، والى هدف

رئيسي للقوى السياسية والحزبية وحتى الشعبية.

اليوم وبعد فترة ليست طويلة عادت الساحة لتستقبل جمهورها من المعترضين على اداء السلطة السياسية والمحتجين على “الظلم” والرافضين لهيمنة القوى السياسية على مقاليد البلد والتحكم بثرواته، والمنتقدين لاداء رئيس بلدية طرابلس.

اربع خيم نصبت تباعا في الساحة منذ اقل من اسبوعين، لكل واحدة منها جمهورها، لكنهم يلتقون على عناوين اساسية وهي “الظلم، والفقر، والفساد”، وغيرهم من العناوين، مع تاكيدهم على ان اعتصاماتهم مفتوحة لحين تحقيق المطالب بالنسبة لكل مجموعة خيمة.

عودة التحركات الى الساحة بدأت مع ابن بلدة سير ـ  الضنية فادي رعد الذي قرر نصب خيمة له بعد ان عمد على تخييط فمه بيده للتاكيد على اصراره عل عدم تناول الطاعم منذ 13 يوما، ولجأ قبل يومين الى التوقف عن شرب المياه في اطار استراتيجية تصعيدية في وجه السلطة التي يعتبرها ظالمة وتمعن في افقار شعبها.

الخمسيني يعترف بانه لم يأت الى الساحة لطلب شخصي، وانما تضامنا مع كل المحتاجين والمضطهدين، وهو هدد بخطوات اخرى سيلجا اليها من دون الكشف عنها.

تبع رعد لجنة اهالي الموقوفين الاسلاميين الذين اعادوا نصبت خيمتهم للمطالبة باقرار قانون العفو العام، وهم ينتظرون التصويت على البيان الوزاري الذي تضمن بند العفو العام وعليه يقررون مصير اعتصامهم في طرابلس وبقية المناطق.

تلا ذلك انتقال مجموعة من الناشطين ضمن حركة “ردة فعل” الى نصب خيمة لهم رفعوا شعار “الثورة عليها”، واعلنوا ان الاعتصام سيكون مفتوحا وفق ما اكد احد المشاركين الناشط والاعلامي عمر السيد والذي قال:”نحن هنا ضد الفساد وضد محاصصة السلطة وضد الظلم، فهذه الدولة استسهلت عملية اذلال مواطنيها وهي ماضية ولن تتوقف في حال لم يتم مواجهتها، وحركتنا اليوم بدأت ونحن بتنا نستقطب كل الغاضبين وهناك حالات كثيرة تأتي الى الخيمة وتعبر عن وجعها والمها”.

بلدية طرابلس نالت نصيبها ايضا، حيث انضمت حركة “حلنا بقى” الى المعتصمين وعملت على نصب خيمتها، وعنوانها الرئيس موجه ضد تقصير بلدية طرابلس وعلى راسها رئيس المجلس احمد قمر الدين.


مواضيع ذات صلة:

  1. كيف تمّ الاعتداء على الاعلاميين خلال تشييع جورج زريق؟… عمر ابراهيم

  2. ما هو القرار الذي إتخذه اهالي الموقوفين الاسلاميين؟… عمر ابراهيم

  3. جنبلاط يقاتل من أرض المنية.. والخير والاهالي الى المواجهة… عمر ابراهيم


 

Post Author: SafirAlChamal