البطالة ترخي بثقلها على جبل محسن بعد إقفال مئة مصنع للملبوسات… روعة الرفاعي

مع تشكيل حكومة جديدة تبقى الآمال معلقة عليها في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تتخبط بها الغالبية العظمى من أبناء الشعب اللبناني، فلا يخفى على أحد ما لهذه الأوضاع من سلبيات على مدينة طرابلس باتت تظهر في كل جوانب حياتها الأمر الذي دفع بأبنائها منذ ما يقارب الشهر الى تنفيذ اعتصامات بشكل أسبوعي عند ساحة عبدالحميد كرامي، للمطالبة بانصافها واطلاق المشاريع الانمائية التي من شأنها رفع الظلم عن كاهلها بعدما باتت المدينة الأفقر على الاطلاق في الحوض الشرقي للبحر المتوسط.

وكما أبناء طرابلس كذلك هي حال أبناء منطقة جبل محسن، الذين عمدوا الى تنفيذ الاعتصامات للمطالبة بحقوق المنطقة المسلوبة على مر السنوات الماضية ومما زاد الطين بلة ″الجولات القتالية″ والتي قضت على كل حركتها التجارية بسبب عدم وصول الناس اليها وتقطع أوصالها مع كل المناطق الشمالية الأخرى، ولعل التأثير الأكبر أتى على صناعة الملبوسات التي كانت تشتهر منطقة جبل محسن بها حيث كان هناك 120 مصنعاً متخصصاً ″بالملبوسات″ ينتج 50 ألف قطعة أسبوعياً من مختلف الأشكال والموديلات والاحجام يتم تصديرها الى كل الاسواق المحلية في لبنان، والى الخارج ولعدة دول اوروبية واميريكية، والى شمال افريقيا والداخل الخليجي مع الاشارة الى ان هذه المصانع كانت تشغل ما لا يقل عن ألف عائلة موزعة بين عمال ومعلمي خياطة ومصابغ ومجارد. اليوم وبفعل توقف التصدير وغزو البضائع السورية والتركية والصينية للأسواق اللبنانية من دون حسيب ورقيب، انخفض عدد هذه المصانع الى ما يقارب 20 مصنعاً وانخفضت معها الانتاجية الى 3 آلاف قطعة مع إنخفاض 70 % من نسبة العمال الذين كانوا يعملون ضمنها.

والى جانب الاستيراد بكثرة هناك عمليات التهريب الحاصلة على الجمارك فضلاً عن الأوضاع الأمنية السائدة مع الجوار العربي واغلاق الاسواق اضافة الى ان تكلفة التصنيع مرتفعة، كذلك فإن الاحداث التي حصلت في السابق من معارك اصبح معها التجار يخشون  الدخول الى الجبل والقدوم الى طرابلس.

وفي هذا السياق يؤكد النائب علي درويش لـ″سفير الشمال″ أن في جبل محسن كان هناك ثلاثة مهن أساسية تستوعب اليد العاملة وهي صناعة الملبوسات وصناعة المفروشات وقطاع البناء، اليوم هذه القطاعات بدأت تتلاشى بفعل الظروف، لا سيما الملبوسات التي باتت تغزو لبنان من الخارج، في حين أن القدرة الشرائية في تراجع مستمر، طبعاً الأمر ينعكس على الشباب الذين يغرقون في البطالة المستشرية وهذه بالفعل تحتاج للانقاذ وهذا لا يكون الا عن طريق تفعيل المرافق الحيوية في الشمال من معرض ومرفأ ومصفاة ″.

ويضيف درويش: ″حتى المصانع التي تعمل اليوم في مجال الملبوسات تجاهد في سبيل البقاء نظراً للكلفة المرتفعة والتي لا يقابلها تصريف صحيح للبضائع وهذه ان لم تجد الحلول فان الاقفال سيكون مصيرها كما غيرها، من هنا فاننا نسعى الى تنظيم هذه المصانع تحت لواء نقابة يكون لها فاعلية لتحديد الأهداف المرجوة من أجل البقاء سواء من الناحية القانونية أو غير القانوينة، حتى انني وعلى الصعيد الشخصي سأسعى الى اظهار عمليات التهريب الحاصلة على صعيد الملبوسات اعلامياً كي يصار للحد منها، فضلاً عن توقيف استيراد أو فرض جمارك مرتفعة على البضائع التي تنافس البضائع الوطنية، هذا وسنعمل على تفعيل دعم الدولة للصناعة اللبنانية″.

ويختم: ″في مجال صناعة المفروشات حينما تكون هناك جهات مانحة  كالأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وحتى البنك الدولي والذين يساهمون في تنمية المناطق المحرومة، يمكن لنا وضع الدراسات التي من شأنها أن تفسح بالمجال لتقديم المساعدات وإعادة إحياء هذه الصناعة وتشغيل اليد العاملة فيها″.


مواضيع ذات صلة:

  1. مياومون في ضمان طرابلس بلا رواتب منذ سنة وشهرين… روعة الرفاعي

  2. إقفال أبواب المعاينة الميكانيكية في النافعة من قبل السائقين العموميين… روعة الرفاعي

  3. شاطئ البداوي ملوث.. والأجهزة المعنية غائبة… روعة الرفاعي


 

Post Author: SafirAlChamal