غضب في أوساط ″أبو العبد″ على الحريري: أين الوعد بتوزير كريم كبارة؟

خاص ـ سفير الشمال

يبدو أن الرئيس سعد الحريري بدأ يدفع ثمن الوعود الكثيرة التي أطلقها لقيادات من تياره ولحلفائه بتوزيرهم في حكومته الثانية في عهد الرئيس ميشال عون، ما يجعله في وضع حرج جدا أمامهم، نتيجة الاخلال بوعوده معهم بعد صدور مراسيم التشكيلة الحكومية، وعدم ورود أسمائهم فيها.

بعد الارباك الذي أحدثه سقوط إسم الدكتور مصطفى علوش من جنة الحكومة في تيار المستقبل، لا سيما بعد الوعد الذي إلتزم به الحريري تجاهه طيلة أشهر التأليف، ثمة حالة من العتب والغضب تسود أوساط الوزير والنائب محمد كبارة الذي كان تلقى وعدا قاطعا الى درجة الالتزام التام من قبل الحريري بتوزير نجله كريم الذي يعمل الى جانب والده منذ فترة طويلة، وينفذ العديد من المهام التي يكلفه بها على صعيد الخدمات العامة في طرابلس والتواصل مع أبناء المدينة.

لطالما شكل النائب محمد كبارة خط الدفاع الأول عن الرئيس الحريري، وهو لم يتخل عنه في أصعب الظروف، بل وقف الى جانبه الى أقصى الحدود، غير آبه بكل الاتهامات والانتقادات التي طالته، والمخاطر التي  تعرض لها، كما ساهم كبارة في حماية خط الحريرية السياسية في طرابلس بالرغم من أنه غير معني بتيار المستقبل الذي إنكفأ كثيرون فيه عن القيام بالمسؤوليات الملقاة على عاتقهم في حين بقي كبارة صوتا مدويا على الصعيد الوطني وفي مجلس الوزراء دفاعا عن الحريري ونهجه السياسي.

لا يجد كوادر وأنصار كبارة أي مبرر للرئيس الحريري للتخلي بهذا الشكل عن حلفائه، لا سيما المصنفين من فئة الصقور القادرين على رفع الصوت ومواجهة الخصوم في كل المواقع، لافتين الانتباه الى أن الحريري كان يجب أن يكون الأكثر وفاء مع “أبو العبد” الذي حرص على إحتضانه ودعم مسيرته السياسية على مدار 14 عاما متواصلة منذ إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في العام 2005، وهو الذي خاض الانتخابات النيابية الأخيرة بقدراته الذاتية، ورغم كل ما تعرض له من مضايقات من قبل ماكينة المستقبل، آثر الاستمرار في الانضمام الى كتلة المستقبل النيابية وفاء لشخص سعد الحريري.

ويسأل هؤلاء من سيدافع عن وجهات نظر الحريري على طاولة مجلس الوزراء؟، ومن سيقف الى جانبه في وجه بعض صقور التيارات الأخرى التي يبدو واضحا أنها تتجه لاستخدام  منطق القوة في تحقيق المكاسب السياسية؟، وهل قرر الحريري التخلي عن طرابلس والمنية والضنية وعكار هذه المناطق التي تعتبر خزان السنة في لبنان وهي التي تفرض رؤساء الحكومات؟، أم أنه قرر التخلي عن المواجهة للحفاظ على حقوق ومكتسبات الطائفة، لذلك عمل على إستبدال الصقور بالحمائم؟.

يقول بعض المطلعين: لن يتأخر الحريري كثيرا في إدراك الخطأ الجسيم الذي إرتكبه باستبعاد الذين أمضوا حياتهم أوفياء له من محمد كبارة الى غطاس خوري ومصطفى علوش وغيرهم كثير من الصقور الذين بدأوا يرسمون خطهم السياسي بعيدا عنه وعن تيار المستقبل الذي يتجه أكثر فأكثر نحو الهيمنة العائلية، ونحو المهادنة السياسية الكاملة.

Post Author: SafirAlChamal