حكومة الحريري الثلاثينية: ملاحظات شمالية… عبد الكافي الصمد

لم تكد التشكيلة الحكومية تبصر النور مساء أول من أمس، بعد مخاض إستمر 252 يوماً هي المدّة التي استغرقها رئيس الحكومة سعد الحريري لتأليفها، حتى بدأت التحليلات والقراءات، وطرح الأسئلة حول إن كانت هذه التشكيلة إحتاجت إلى كلّ هذه الفترة لتبصر النور، وما هي الأسباب، الداخلية والخارجية، التي سهّلت الإفراج عن الحكومة، وكيف توزّع التوزير حزبياً ومناطقياً، وما هي الأحزاب والمناطق الغائبة عن الحكومة.

في هذا السياق، وتحديداً بما يخصّ محافظتي الشمال وعكّار، يُمكن تسجيل أبرز الملاحظات التالية:

أولاً: حصلت محافظة الشمال على ستّ حقائب وزارية، توزعت بين طرابلس حقيبتان (عادل أفيوني وزير دولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات وفيوليت خيرالله الصفدي وزيرة دولة لشؤون التأهيل الإجتماعي والإقتصادي للشباب والمرأة)، والكورة حقيبتان (ريا حفار الحسن وزيراً للداخلية والبلديات وألبير سرحال وزيراً للعدل)، وزغرتا حقيبة واحدة (يوسف فنيانوس وزيراً للأشغال العامة والنقل) ومثلها للبترون ( جبران باسيل وزيراً للخارجية والمغتربين)، في حين غاب التمثيل الوزاري عن قضاءي المنية ـ الضنية وبشري، وغيبت محافظة عكار بالكامل، وهي التي كان نصيبها من الحكومة السابقة حقيبتان (يعقوب الصرّاف وزيراً للدفاع ومعين المرعبي وزير دولة لشؤون النازحين).

ثانياً: تمثلت معظم الكتل النيابية الشمالية في الحكومة، من تيار المستقبل إلى التيار الوطني الحرّ والقوات اللبنانية وكتلة الوسط المستقل وتيار المردة واللقاء التشاوري للنوّاب السنّة المستقلين، ما يعني أن أحداً من نوّاب الشمال لن يحجب صوته عن الحكومة في جلسة طرح الثقة بها التي ستعقد قريباً، وبالتالي لن يكون هناك أي صوت شمالي في صفوف المعارضة لأول مرة في تاريخ الحكومات، وهي معارضة يبدو أنها ستقتصر على نواب حزب الكتائب، الذي سيكون رأس حربة ضد الحكومة، وبعض المستقلين كالنائب أسامة سعد.

ثالثاً: دخلت سيدتان شماليتان الحكومة من أصل أربع في الحكومة الثلاثينية، لأول مرة في تاريخ مشاركة الشمال في الحكومات، هما الحسن والصفدي إلى جانب ندى البساني (وزير الطاقة والمياه) ومي شدياق (وزير دولة لشؤون التنمية الإدارية)، وهي أول مرة في تاريخ الحكومات في لبنان توزّر أربع سيدات دفعة واحدة، كما أنها المرة الأولى بتاريخ الحكومات في لبنان تتسلم فيها سيدة ( ريا حفار الحسن) وزارة سيادية وحساسة سياسياً وأمنياً هي وزارة الداخلية والبلديات.

رابعاّ: غاب التمثيل العلوي عن الحكومة، بعدما ساد لفترات أن دخول الطائفة العلوية إلى مجلس الوزراء لأول مرّة سيتحقق، حتى أن النقاش حول تمثيل العلويين في الحكومة إتخذ مساحة واسعة سياسياً وإعلامياً وميدانياً من خلال نصب خيمة إعتصام في منطقة جبل محسن في طرابلس للمطالبة بتوزيرهم، لكن رفض الحريري توزير العلويين لأسباب سياسية وأخرى متعلقة بالتوازن بين المذاهب الإسلامية، فوّت على العلويين أن يحققوا مشاركتهم الحكومية الأولى في تاريخهم.

خامساً: تبخّرت الوعود الكثيرة التي أعطيت لنواب حاليين وسابقين وشخصيات سياسية في التوزير، إلى درجة أن من بات وزيراً إستيقظ ووجد نفسه خارج “الجنّة” الحكومية، ومن أبرز هؤلاء النائب السابق وعضو المكتب السياسي في تيار المستقبل مصطفى علوش، الذي وصلت “لقمة” التوزير إلى فمه وطارت في آخر لحظة، والنائب السابق عن الكورة فادي كرم، الذي قيل إن القوات اللبنانية ستعوّضه سقوطه في الإنتخابات، برغم حصوله على أعلى أصوات تفضيلية في الكورة، لكن حسابات التوزير القواتية أبعدته.


مواضيع ذات صلة:

  1. التشكيلة الحكومية: رابحون وخاسرون… عبد الكافي الصمد

  2. اللقاء التشاوري: رسائل سياسية كسرت قواعد السلطة… عبد الكافي الصمد

  3. الصراع الأميركي ـ الايراني حول لبنان.. الى أين؟… عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal