وزارة محاربة الفساد: سقطت سهواً أم انتهت المهمة؟… مرسال الترس

أمّا وقد صدرت مراسيم الحكومة الثالثة برئاسة الرئيس سعد الحريري، والثانية له في عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي عوّل كثيرأ قبل نحو سنة على حكومة ما بعد الانتخابات ليطلق عجلة الاصلاح والتغيير التي رفع شعارها منذ أن انخرط في العمل السياسي. فقد توقف المواطنون باهتمام عند عدم إدراج اسم ″وزارة دولة لشؤون محاربة الفساد″ من ضمن المهمات التي أوكلت الى وزراء الدولة السبعة. فهل كان ذلك سهواً، أم أن المهمة التي أوكلت الى الوزير نقولا تويني في الحكومة السابقة قد فشلت، وبالتالي لا لزوم لتكرارها؟ من منطلق أن الفساد وناهبي المال العام أقوى من هذه الدولة!.

 أمّا اذا كانت دولة لبنان مهتمة فعلاً بمحاربة هذه الآفة، ولم تُسقطها من حساباتها. فالمواطنون يتداولون مثلاً شعبياً من القارة الافريقية وفيه: متى قُطع رأس الحية يصبح الباقي حبلاً! فهل سيدير المسؤولون في لبنان ظهورهم لهذه المهمة شبه المستحيلة؟ أم أنهم فعلاً سينفذون ما وعدوا به طوال السنوات الماضية عبر آلاف المواقف والتصريحات التي ستبقى كما يقول المثل الشائع:العصفور الذي يغرد كثيراً يجهل صنع عشه؟

محاربة الفساد وفق العديد من الخبراء والمتابعين لا تتطلب فذلكة، أو مجهوداً خارج المألوف، ولا تستوجب إنشاء وزارة أو تكليف وزير دولة بهذه المهمة. بل تتطلب ثقة بالنفس من أهل الحل والربط، وتصميم واضح على ذلك، يبدأ باصدار تشريع يرفع الغطاء والحصانات عن كل المسؤولين بدون أي استثناء. ثم يجري تأليف هيئة قضائية لا شوائب على أعضائها، وتُمنح صلاحيات بدون سقف وعبر مهلة لا تتعدى الاشهر القليلة، وتبدأ باستدعاء كبار المشتبه بهم لسؤالهم عن مصادر ثرواتهم، او بخطوة بسيطة تتمثل بتطبيق قانون:من أين لك هذا؟ أو كما دعا وزير الدولة السابق والوحيد لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني الى تطبيق:”قانون حق الوصول الى المعلومات” من أجل حماية الشفافية.

وخارج هذه المعادلة ستذهب الكثير من الحكومات ويعيّن الكثير من الوزراء الجدد، فيما سيبقى الفاسدون وناهبو المال العام يسرحون ويمرحون بحماية هذا المرجع أو تلك الفعالية. كما ستضج آذان المواطنين يومياً بالمواقف النارية التي تتحدث عن محاربة الفساد والمفسدين بدون أي اجراء عملي يترجم الاقوال بالافعال، لأن مطلقيها مستفيدون مما هو حاصل بشكل أو بآخر!.


مواضيع ذات صلة:

  1. الحريري يسير خطواته بين تيارين.. بارد وحار… مرسال الترس

  2. صدمة فرنجيه.. واستدراك باسيل… مرسال الترس

  3. بلد الطوائف.. إجتماع للدروز بعد السنّة والشيعة والموارنة… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal