الحريري يفرّط بالصقور لصالح الحمائم.. هل يخفت صوت المستقبل؟… عمر ابراهيم

من الواضح أن التنازلات التي قدمها الرئيس سعد الحريري لتسهيل تشكيل الحكومة، وقبلها في محطات سياسية عديدة أبرزها التسوية الرئاسية، باتت محور نقاشات داخلية من قبل كوادر ومسؤولي تيار المستقبل، الذين اعتبروا انهم تلقوا خلال اليومين الماضيين صفعتين، الاولى بغياب صقور المستقبل عن الحكومة والثانية باغلاق جريدة المستقبل التي كانت تعتبر صوتهم، وخط الدفاع الاعلامي الاول عن مشروعهم.

لا يملك احد من الغيورين على تيار المستقبل تفسيرا منطقيا لخطوات التنازل التي يقوم بها الرئيس الحريري وفق توصيفهم، فهو تحت شعار حماية البلد يفرط بمكتسبات وبحقوق طائفة ادعى دائما بأنه أبوها.

كثيرة هي علامات الاستفهام التي يطرحها هؤلاء حول المسار المستجد للرئيس الحريري بعد عودته من رحلة الاختطاف في السعودية، وما واجهه مؤخرا من عراقيل وقفت عائقا امام تشكيل حكومته قبل ان تبصر النور بعد تسعة اشهر، وغاب عنها شخصيات سياسية مستقبلية كان يمكن ان تخلق نوعا من التوازن في الحكومة مع خصومه السياسيين.

المتابع لمسار الرئيس الحريري يلاحظ أن تنازلات كثيرة قدمها قياسا مع العناوين التي كان يرفعها سابقا، لجهة عدم المشاركة في حكومة تضم حزب الله، او الجلوس معهم في حكومة واحدة قبل انسحابهم من سوريا، لكنه عاد وقبل بأقل من هذه السقوف، قبل ان يصل الامر مؤخرا الى ما يعتبره البعض تفريطا بمقام رئاسة الحكومة لصالح حلفيه الوزير جبران باسيل وبحصة الطائفة، لا سيما بعد موافقته الحصول على وزارة الاعلام التي رفضها الجميع، فضلا عن الزام نفسه بوزريتين في الوقت الذي تتطلب فيه المرحلة المقبلة رجالا لمواجهة التحديات المقبلة.

يبدو واضحا ان الحريري قد تخلى عن صقوره واحدا تلو الاخر بدءا بالوزير اشرف ريفي مرورا بالوزير الداخلية نهاد المشنوق والوزير معين المرعبي،  وصولا الى النائب السابق مصطفى علوش، وربما سبحة التخلي قد تكر لتشمل شخصيات اخرى، ربما يرى الحريري ان مقضتيات المرحلة لا تسمح بوجودهم الى جانبه، وان سياسة “السلام” التي ينتهجها تتطلب حمائم من الجنس اللطيف ولو كان ذلك على حساب طائفته وتياره السياسي وجمهوره.  


مواضيع ذات صلة:

  1. حكومة العهد الاولى من دون مكافحة الفساد… عمر ابراهيم

  2. حركة الانتفاضة العلوية مستمرة، ما هي الخطوات المقبلة؟… عمر ابراهيم

  3. بعد طلبها المغفرة من ربها.. هل تعتذر رولا الطبش من اللبنانيين؟… عمر ابراهيم


 

Post Author: SafirAlChamal