كيف كشفت المعاهد تقصير المدارس الخاصة؟… عمر ابراهيم

اذا كانت ظاهرة التعليم الخاص التي يلجأ اليها كثير من الاهالي أمرا إعتاد عليه اللبنانيون خصوصا بالنسبة لطلاب المراحل الثانوية او الشهادات الرسمية، بسبب حاجة الطالب الى دروس تقوية او دعم نظرا لوجود تقصير لديه، فان ازدياد الطلب في السنوات الماضية على الاساتذة لكل المراحل يوحي بوجود خلل يتخطى الطالب الى تقصير كبير لدى المدارس الخاصة التي تتقاضى أقساطا ترهق كاهل الاهالي.

يكاد البحث عن أستاذ لإعطاء الدروس الخصوصية، أو مدرسة، اشبه بالبحث عن ابرة في قومة قش، خصوصا مع اقتراب موعد الامتحانات في المدارس الخاصة، حيث يكون الطلب متزايدا من قبل الاهالي الذين يضطرون في بعض الاحيان الى دفع مبالغ مالية ضخمة للاستاذ او المعلمة الذين يفضل بعضهم الدفع شهريا والبعض الاخر على كل ساعة تدريس.

لكن ظاهرة التعليم الخاص يبدو انها تحولت الى مهنة مربحة للبعض ممن لم يعد لديهم امل بتحسن المستوى التعليمي في المدارس، على غرار اصحاب مولدات اشتراك الكهرباء، الذين ينشطون تجارتهم لقناعتهم باستحالة تأمين الدولة للكهرباء بمعدل 24 على 24 ساعة في اليوم.

فالى جانب التعليم الخاص من قبل الاساتذة والمعلمات، ومنهم من يكونوا اساتذة للطالب في نفس المدرسة، بدأت مؤخرا تنتشر على نحو غير مسبوق معاهد التعليم الخاص اما داخل المنازل حيث يجتمع بعض الاساتذة ويقومون بتعليم الطلاب، او في مراكز خاصة تضم مجموعة من الاساتذة ولها اداراتها، على شكل نموذج مصغر للمدارس.

صحيح ان هذه المعاهد توفر فرص عمل خصوصا للشباب، لكنها في الوقت نفسه تفضح تقصير المدارس الخاصة ومنها العريقة التي بات طلابها ينضمون ايضا الى جحافل الباحثين عن اساتذة او المنخرطين في صفوف المعاهد، التي تتفاوت الاسعار فيها بحسب كل مرحلة بين 100 دولار اميركي للطالب في المراحل الابتدائية والمتوسطة وصولا الى 200 دولار في المراحل الثانوية، بالاضافة الى ساعات الدعم التي قد يحتاجها الطالب خارج الدوام وهي لها تسعيرتها الخاصة.

ويؤكد بعض الاساتذة ان هذه المعاهد توفر لهم فرص عمل بعد الدوام او تؤمن لطلاب الجامعات دخلا ماليا، مشيرين الى ان غالبية المدارس الخاصة باتت تشبه بعضها في مستوى التعليم باستثناء تغير الاسماء، لافتين النظر الى ان مستوى التعليم تراجع والاهتمام بالطالب لم يعد كما كان سابقا.

في حين سخر بعض الاهالي بالقول ″بات علينا ان ندفع فاتورة الكهرباء والماء والهاتف وحتى التعليم مرتين″.


مواضيع ذات صلة:

  1. المدارس الخاصة تواجه حركة نزوح.. ما هي الأسباب؟… عمر ابراهيم

  2. المدارس الخاصة والمكتبات.. تجارة رابحة بالطلاب…عمر إبراهيم

  3. إنتفاضة في طرابلس ضد الفقر. ماذا يحصل؟… عمر ابراهيم


 

Post Author: SafirAlChamal