فشة خلق عونية بالرئيس بري.. من خلال أنور الخليل؟… غسان ريفي

لا يحتاج الاشتباك السياسي بين كتلة ″لبنان القوي″ برئاسة الوزير جبران باسيل، وكتلة ″التنمية والتحرير″ برئاسة الرئيس نبيه بري، الى كثير من الجهد، فالفريقان باتا أشبه بـ″البنزين والنار″ كلما اقتربا من بعضهما البعض لأي سبب من الأسباب يشتعل الحريق الذي يمتد مباشرة الى أنصارهما، فإما ان يصار الى ضبطه ليقتصر على المواقف السياسية والتغريدات التي تحتوي انتقادات وشتائم على مواقع التواصل الاجتماعي، او يتفلت من عقاله في الشارع ويهدد بحرق الأخضر واليابس، تماما كما حصل قبل نحو عام على خلفية الفيديو المسرب للوزير جبران باسيل الذي أساء فيه الى الرئيس نبيه بري.

لم يكد أمين سر كتلة ″التنمية والتحرير″ النائب أنور الخليل ينتهي من خطاب ألقاه في حفل تكريمي في دارته في حاصبيا، دعا فيه الرئيس ميشال عون الى أن يقول لأقرب المقربين إليه: ″كفى فسادًا وإفسادًا والتهامًا لأموال هي حق للبلاد والعباد، وليست لتكديسها في إثراء غير مشروع″، حتى أعلنت كتلة ″لبنان القوي″ التعبئة العامة ضده، وبدأ نواب التيار يتنافسون في الرد القاسي عليه وصولا الى النيل منه ومن تياره، وذلك في إنتفاضة بدت وكأنها ″فشة خلق″ عونية بالرئيس بري وكتلته النيابية من خلال الأكبر سنا فيها النائب انور الخليل الذي لم يتأخر في توضيح موقفه عبر بيان صدر عن مكتبه الاعلامي اكد فيه ان ″ما كان يقصده هو تحفيز رئيس الجمهورية من اجل محاربة الفساد″، مذكرا بتاريخه النيابي وإنجازاته البرلمانية″.

لا شك في ان الكيمياء مفقودة بين الكتلتين عموما، وبين الرئيس بري والوزير باسيل على وجه الخصوص، وأن ثمة عين حمراء بين الفريقين، حيث لا يتوانى أي منهما عن تسجيل النقاط على الآخر كلما سنحت الفرصة.

ولم يعد خافيا على أحد أن الوزير باسيل ونواب التيار الوطني الحر يحمّلون الرئيس بري مسؤولية ضعف التمثيل العربي في القمة الاقتصادية، وذلك بسبب معارضته لانعقادها بداية في ظل حكومة تصريف أعمال ودعوته الى تأجيلها، ثم رفضه حضورها إحتجاجا على عدم دعوة سوريا إليها، فضلا عن التحركات الشعبية لأنصار حركة أمل رفضا لدعوة ليبيا على خلفية قضية تغييب الامام موسى الصدر، وصولا الى إنزال العلم الليبي وإحراقه، وكذلك أيضا تمسك الرئيس بري برفض حصول رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر على الثلث المعطل في الحكومة المنتظرة.

كثيرون من نواب كتلة لبنان القوي إعتبروا أن كل ما حصل عشية إنعقاد القمة يهدف الى تفشيلها وضرب صورة الرئيس ميشال عون عربيا، وأن رفض حصول التيار مع رئيس الجمهورية على الثلث المعطل يهدف أيضا الى إضعاف العهد، لذلك فإن كثيرا منهم وجدوا في موقف النائب أنور الخليل مناسبة لتصفية الحساب مع الرئيس نبيه بري، وكتلة التنمية والتحرير، وحركة أمل، من خلال الهجوم المنظم على النائب الخليل وإتهامه ومن يقف وراءه بالفساد وذلك كرد على الموقف السلبي لبري وكتلته من الثلث المعطل، ومن القمة الاقتصادية.

يقول مطلعون: إن التوترات المتنامية بين التيار الوطني الحر وكتلة التنمية والتحرير وحركة أمل لا تبشر بالخير، خصوصا أن أنصار الفريقين مستعدين للنزول الى الشارع في أي وقت للقيام بتحركات من شأنها أن تهدد السلم الأهلي، مؤكدين أنه ليس في كل مرة تسلم الجرة، ولافتين الانتباه الى أن ما قاله النائب أنور الخليل قد يكون قاسيا على رئيس الجمهورية والمقربين منه، لكنه لا يحتاج الى هذا التناوب العوني على الرد العنيف والاساءة الى الخليل والتيار الذي ينتمي إليه.

ويبدي هؤلاء إستغرابهم من موقف حزب الله الذي ينأى بنفسه عن الخلافات بين التيار والحركة، وكأنه غير معني بما يحصل بين حليفيه رغم خطورته، خصوصا أن  شحن النفوس ضمن القاعدتين الشعبيتين يأخذ مداه، بما قد يؤدي الى ما لا يحمد عقباه عند أي خلاف جديد يمكن أن يقع مهما كانت أسبابه.


 مواضيع ذات صلة:

  1. التفاؤل الحكومي ما يزال سراباً يحسبه الظمآن ماءً… غسان ريفي

  2.  الحريري.. في وضع لا يُحسد عليه… غسان ريفي

  3. قراءة في لقاء بكركي: المواجهة تحتدم بين فرنجية وباسيل… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal