متى حفرت الانفاق على الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية ومن وضع حجر أساسها؟… عمر ابراهيم

مع إنطلاق العمل الفدائي في جنوب لبنان في ثمانينيات القرن الماضي، لجأت الفصائل الفلسطينية الى اساليب عدة للوصول الى الحدود الفاصلة بين لبنان وفلسطين المحتلة للهروب من نقاط المراقبة الاسرائيلية وتجاوز الاسلاك الشائكة.

استطاع الفلسطينيون ومن معهم من حركات مقاومة لبنانية في ذلك الوقت من بناء شبكة انفاق عبر الاعتماد على المغاور الموجودة او من خلال حفرها لتجعلهم على مسافة مباشرة مع العدو او خلف الاسلاك التي كان عمقها وفق المعلومات لا يتجاوز بضعة امتار، ومن السهولة حفر نفق في اسفلها بدلا من المخاطرة عن طريق التسلل والاصطدام بالالغام او بالشريط المكهرب.

عملية حفر الانفاق لتجاوز الشريط الشائك كانت الوسيلة الوحيدة امام الفدائيين حينها لشن عملياتهم ضد الكيان الصهيوني بالاضافة الى العمليات التي كانت تنفذ عبر البحر، ولم يقتصر حفر الانفاق فقط عند المناطق الحدودية، فقد عمدت الفصائل حينها الى تحصين معظم مواقعها ومخيماتها بانفاق، وما تزال بعض المواقع الفلسطينية تحتفظ بشبكات انفاق معقدة ومحصنة ومنها مواقع الناعمة والسلطان يعقوب، في حين كشفت المواجهات المسلحة مع تنظيم فتح الاسلام في مخيم البارد في العام 2007 عن وجود العديد من الانفاق ايضا.

بعد الاجتياح الاسرائيلي عام 1982 تراجعت الفصائل الفلسطينية عن معظم نقاطها الحدودية، تاركة وراءها شبكة انفاق ومغاور، وبعضها ما زال مجهول المكان والبعض الاخر وقع تحت سيطرة فصائل المقاومة التي تقدمت لمواجهة اسرائيل، واخرها حزب الله الذي اعتمد استراتيجية الفصائل الفلسطينية واستعان بخبراتهم اقله من الناحية النظرية لتطوير شبكة انفاقه وبناء مواقع متقدمة له تحت الارض كغرف عمليات عسكرية او مشاف ميدانية او مخازن اسلحة وامداد.

استراتيجية حزب الله هذه ربما ضاعف من خبراتها حربه في سوريا، التي كان يدور جزء منها تحت الارض، من خلال الانفاق التي كان تعتمد عليها الفصائل المسلحة هناك، وقد كشف عن جزء كبير منها بعد سيطرة الجيش السوري على بعض معاقل المسلحين ومنها تلك التي انشأت في مخيم اليرموك.

حزب الله الذي اضطر الى مواجهة انفاق الفصائل المسلحة في سوريا ببناء انفاق مواجهة، استطاع ان يراكم خبراته على نحو كبير ويطور من عمله في بناء الانفاق التي ربما يكون ما اكتشف منها على الحدود ليس سوى جزء بسيط او يعود الى حقبات زمنية ماضية وقد تم تطويره، لكن لا احد يعلم الى اي مرحلة وصل حزب الله في بناء الانفاق والمسافة التي ربما يكون قطعها على الحدود او داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة.    


مواضيع ذات صلة:

  1. الخناق يشتد على النازحين السوريين.. إعتداءات وتصرفات عنصرية… عمر ابراهيم

  2. من يسهل التهريب عبر الحدود.. واين تكمن مخاطره؟… عمر ابراهيم

  3. إسرائيل مصدومة بعد عاصفة نورما.. لا بنى تحتية نقصفها في لبنان… عمر ابراهيم


 

Post Author: SafirAlChamal