حتى اللحظة يبدو ان حركة الاعتراض في صفوف ابناء جبل محسن على تردي اوضاعهم الانمائية والمعيشية وحرمانهم من ″حقوقهم″ مستمرة، من دون معرفة السقف الذي قد تبلغه في ظل اصرار المنظمين لهذا التحرك الشعبي على المضي قدما وصولا الى ذروة التصعيد.
مطالب المعتصمين الذين امضوا ليلتهم الثانية في خيمة الاعتصام التي نصبوها في الجبل، لا تقف عند حدود، فلائحة الحرمان طويلة وقد يكون من الصعب تحقيقها لا سيما مطلب تمثيل الطائفة العلوية بوزير.
لكن المعتصمين وجلهم من الشباب العاطل عن العمل، يعون تماما ان بعض المطالب تحتاج الى معادلات سياسية معينة، لذلك فهم دمجوا في لائحة مطالبهم بين السياسي والانمائي، بالاضافة الى مسألة حرمانهم من حصولهم على حقهم في وظائف الدولة واخرها والتي قصمت ظهر البعير عدم حصولهم على اي موظف كاتب عدل.
الخيمة الاولى من نوعها في هذه المنطقة تشير الى ان الامور وصلت الى مرحلة الانفجار لدى هؤلاء الشبان الذين يصرون على ان تحركهم هذا ليس في وجه احد وليس مسيسا، لكنهم في الوقت نفسه يؤكدون ″بان امتحان صبرهم قد يكون مكلفا للمراهنين″، فهم اتخذوا قرارا بعدم العودة عن هذا التحرك والتصعيد وصولا الى قطع طرقات ونقل الاعتصام الى اماكن اخرى في الشمال وخارجه، مع تاكيدهم بان كل الخيارات مفتوحة امامهم، وهو ما اشار اليه طالب الاسمر، حيث اكد ل″سفير الشمال″ اننا مستمرون في هذا التحرك ولن نتراجع امام اي ضغوط.
وقال:″نحن لسنا فريقا سياسيا، نحن اناس نعاني من الظلم اللاحق بنا، جراء حرماننا من ابسط حقوقنا، وكل ما نريده هو ان نعطى حقوقنا اسوة بغيرنا، فنحن شركاء في هذا الوطن ولسنا رعايا، وعلى الدولة وحدها ان تبادر الى انصافنا والى الاعتراف بحقنا بعدما بتنا نشعر بانها غير معترفة ربما حتى بوجودنا″.
واضاف″لا احد يظن اننا سنتراجع، سنستمر ونحن ذاهبون الى التصعيد في حال تجاهلت الدولة مطالبنا، وندعو كل اهلنا الى دعمنا، فحركتنا هي لرفع الظلم الذي تعاني منه طرابلس وعكار ومناطق اخرى في لبنان″.
مواضيع ذات صلة:
-
ماذا يجري في جبل محسن.. هل ثمة بوادر انتفاضة علوية؟… عمر إبراهيم
-
من يسهل التهريب عبر الحدود.. واين تكمن مخاطره؟… عمر ابراهيم
-
ماذا ينتظر لبنان بعد انتهاء القمة العربية.. واي خطر يتهدده؟… عمر ابراهيم
