لطالما تحدث العلويون عن الغبن اللاحق بهم منذ عقود، وما زالوا يرثون هذا المفهوم جيلا بعد جيل مستندين الى واقع مرير يعيشونه على الصعد السياسية والإنمائية.
ربما دفع العلويون ثمن الانقسام السياسي حول العلاقة مع سوريا، لكنهم ايضا لم يستفيدوا حتى من وجود النائبين اللذين يمثلان الطائفة ضمن فريق تيار المستقبل قبل الانتخابات الاخيرة التي جاءت بممثلين أحدهما ينتمي الى كتلة ″الوسط المستقل″.
حرمان الطائفة وفق وجهة نظر العلويين يتخطى المسألة السياسية الى وجود ما يشبه المؤامرة لحرمانهم من ابسط حقوقهم في التوظيف وفي التمثيل الوزاري مؤخرا.
لم يسبق للعلويين أن انتفضوا على الدولة التي كان أركانها يتعاطون معهم عبر سوريا في محطات عدة، من دون ان يستثمروا تلك العلاقة الوطيدة مع السوريين في تحسين واقعهم فكان لهم الصيت في حين حصد غيرهم المكاسب .
منذ انتهاء جولات العنف بين التبانة وجبل محسن، ووصول النائب علي درويش الى البرلمان، بدأ صوت حقوق الطائفة العلوية يصدح من خلال جولات مكوكية يقوم بها درويش على جميع القيادات في محاولة لتحصيل الحقوق او الحفاظ على ما يُنتزع منها، لكن درويش يعترف بأن الحقوق صعب الحصول عليها بسهولة في ظل النظام السياسي القائم.
حراك النائب درويش يبدو انه لم يطفئ غليان الشارع العلوي لا سيما في ظل رفض وجود وزير علوي وبعد صدور نتائج وظائف عديدة مؤخرا حُرم العلويون منها.
هذا الشارع بدأ حراكا منسجما مع نائبه بدون تنسيق، يهدف الى تشكيل عامل ضغط على السلطة الحاكمة وأولى بوادره نصب خيمة في جبل محسن من قبل جمعيات ونشطاء على ان يتطور الامر الى نصب خيم اخرى وتنظيم تحركات بانتظار عودة المجلس العلوي من أوستراليا بحسب ما يؤكد المختار السابق عبد اللطيف صالح الذي يقول: نحن نعاني شتى انواع التهميش ويكفينا حرمانا، نريد حقوقنا أسوة بغيرنا، وهذا الحراك ليس مسيّسا وليس بوجه احد، بل هو فقط لتسليط الضوء على الظلم الذي نعاني منه”.
بدوره اكد النائب درويش لـ″سفير الشمال″ ان حقوق العلويين مهدورة وهذا الشارع بدأ يشعر بالغبن، ونحن منذ اليوم الاول لوصولنا الى قبة البرلمان بدأنا حراكا سياسيا في جميع الاتجاهات من اجل استعادة حقوقنا، وما زلنا نتحرك ولكن للأسف نواجه صعوبات إنما لن نيأس وسنستمر انطلاقا من موقعنا كممثلين لهذه الطائفة”.
واضاف: ″الشارع العلوي اليوم ومن خلال حراكه يحاول ان يرفع الصوت، ويؤكد انتماءه لهذا البلد، ونحن كما عاهدنا اهلنا سنكون في طليعة المدافعين عن حقوق العلويين وطرابلس بشكل عام″.
مواضيع ذات صلة:
-
من يسهل التهريب عبر الحدود.. واين تكمن مخاطره؟… عمر ابراهيم
-
امير قطر الشيخ تميم يفك العزلة عن قمة بيروت… عمر ابراهيم
-
بعد طلبها المغفرة من ربها.. هل تعتذر رولا الطبش من اللبنانيين؟… عمر ابراهيم
