قمة ″أفضل الممكن″ بغياب الحكام العرب.. وأمير قطر نجم الافتتاح… ديانا غسطين

هي قمة ″افضل الممكن″ في بلد يعاني الامرّين من الخلافات بين اقطابه، ومن تردي اوضاعه المعيشية وغياب حكومة تدير شؤونه، وفي بلاد عربية متخبطة بثوراتها وخاضعة لأجندات خارجية جعلتها عرضة لمن يشاركها اتخاذ قراراتها. فبغياب ملحوظ للملوك والرؤساء العرب، انعقدت القمة العربية الاقتصادية التنموية الاجتماعية بدورتها الرابعة في بيروت بدعوة من جامعة الدول العربية.

القمة التي شهدت اعلى مستوى من التنسيق والتنظيم على الصعيد الاعلامي، لمع خلالها نجم امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي فاجأ الجميع بقرار مشاركته خاطفاً الاضواء كونه الحاكم الخليجي الوحيد الذي ترأس وفد بلاده. وفيما عبّر الامير في تغريدة له على ″تويتر″ عن سعادته بالمشاركة في قمة بيروت، اكد ان قراره بالمشاركة جاء ″من منطلق الحرص على العمل العربي المشترك الذي بيّنت القمة الحاجة الماسة لتعزيزه في وجه الازمات والتحديات التي تواجهنا″، شاكراً لبنان قيادة وشعباً على الاستضافة.

حضور الامير المفاجئ، فتح الباب امام تساؤلات عدة ابرزها اذا ما كان يريد عبر مشاركته هذه توجيه رسائل إقليمية ودولية، الامر الذي نفاه مسؤول اعلامي قطري عبر سفير الشمال فاكد أن قطر لطالما لعبت دور المساعد للدول العربية الاخرى في ازماتها، وهي ليست المرة الاولى التي تشارك فيها قطر بموقف تجاه لبنان، فلطالما كان موقفنا داعماً للبنانيين منذ العدوان الاسرائيلي عام 2006، مروراً بالأزمة  السياسية اللبنانية في 2008 حيث استضافت قطر المسؤولين اللبنانيين وكان اتفاق الدوحة، وصولاً الى اليوم عندما تمنع الرؤساء والملوك العرب عن المشاركة في قمة بيروت فجاءت مشاركة الشيخ تميم لتؤكد تضامن قطر مع لبنان والوقوف الى جانبه دوماً.

القمة التي شهدت جلستين علنيتين، جاءت جلستها المغلقة التي لم تستمرّ لأكثر من خمس دقائق لتكرّس ما اتفق عليه وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم قبل يومين. فجاء بيانها الختامي وتحت اسم اعلان بيروت ليشدد على ضرورة دعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية المتزايدة”، ومطالباً “المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه ازمة النازحين.

 اما في الشق الاقتصادي، فجاءت مبادرة دولة الكويت بإنشاء صندوق الاستثمار بمجالات التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي، برأس مال قدره 200 مليون دولار اميركي تبرعت كل من الكويت وقطر بدفع 50 مليون دولار على ان يوكل إلى الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي مسؤولية إدارة هذه المبادرة التنموية.

 لم تأت القمة العربية الاقتصادية على المستوى المرجو منها، فلا مشاريع اقتصادية داعمة للبنان او لأي دولة عربية اخرى باستثناء مبادرة الرئيس ميشال عون إنشاء مصرف عربي لاعادة الاعمار والتنمية. بل مجرد مقررات هي اقرب الى التصريحات السياسية. فلا دعم لفلسطين عملياً ولا حتى اعادة النظر بدعوة سوريا لاسترجاع مقعدها في جامعة الدول العربية وهو ما عبر عنه الامين العام احمد ابو الغيط بانزعاجه وعدم اجابته عن الاسئلة المتعلقة بالشأن السوري.

 فهل يخفي هذا التصرف نية بعدم اعادة المياه الى مجاريها مع سوريا، وهل ستأتي اصداء قمة بيروت بنتائج ايجابية على الاقتصاد اللبناني؟ اسئلة برسم الايام المقبلة والى اللقاء في قمة تونس الخضراء…  


مواضيع ذات صلة: 

  1. حرب إفتراضية بين المردة والتيار الوطني الحر؟… ديانا غسطين

  2. لقاء بكركي.. في عيون المشاركين فيه… ديانا غسطين

  3. لماذا يصرّ حزب الله على تولي وزارة الصحة؟… ديانا غسطين


 

Post Author: SafirAlChamal