في الوقت الذي اعلن فيه معظم الرؤساء والملوك العرب تغيبهم عن المشاركة في القمة العربية الاقتصادية والتنموية في بيروت لاعتبارات منها ما هو سياسي ومرتبط بملفات اقليمية ودولية، ومنها ما هو كيدي بسبب بعض الاخطاء الداخلية اللبنانية، الامر الذي افقد القمة الزخم المطلوب وبدد الامال بامكانية خروجها باي نتائج ايجابية في ما خص القضايا المطروحة للنقاش.
وبينما تتواصل التحضيرات اللوجستية لانعقاد القمة وسط خيبة امل لبنانية من تغيب معظم الرؤساء والملوك، واقتصار الامر على مشاركة رئيس موريتانيا فضلا عن وفود وزارية لبقية الدول، جاء الاعلان القطري عن مشاركة اميرها الشيخ تميم بن خليفة ال ثاني بمثابة جرعة امل بدأ يعول عليها لحفظ ماء الوجه وعدم تسجيل على لبنان فشله في استضافة وتنظيم القمة ولو بالحد الادنى، خصوصا ان تجاربه السابقة اثبتت قدرته على جمع كل العرب في القمة التي انعقدت قبل سنوات.
ويبدو واضحا ان خبر مشاركة امير قطر قد اثلج قلوب بعض السياسيين الذين ذهب البعض منهم في تفاؤله الى امكانية حصول متغيرات في الساعات المقبلة على صعيد مشاركة المزيد من الامراء والرؤساء العرب، وان كانت المعلومات المتوافرة حتى الان تشير الى صعوبة حصول اي تغيير في المواقف المعلنة للرؤساء والملوك بشأن عدم مشاركتهم.
وبعيدا عن الاعتبارات التي دفعت هؤلاء الرؤساء والملوك الى التغيب عن الحضور الى القمة وعن موقف قطر المفاجئ بالحضور بشخص اميرها، فان لبنان اليوم تلقى مكرمة قطرية هي ليست بجديدة على هذا البلد وربما يعود البعض الى طرح شعار ″شكرا قطر″ الذي كان رفع في العاصمة بيروت ابان العدوان الاسرائيلي في تموز بسبب الدعم المالي الذي قدمته للمساهمة في اعادة الاعمار.
