بلد الطوائف.. إجتماع للدروز بعد السنّة والشيعة والموارنة… مرسال الترس

بعد الاحتفال بالعيد الماسي للاستقلال منذ شهرين على أنه محطة مميزة في تاريخ الوطن اللبناني الذي يعكس صورة أبنائه مجتمعين. مبروك عليكم أيها اللبنانيون أن طوائفكم ومذاهبكم قد استطاعت تثبيت أنفسها ممثلة لكم ومدافعة عن حقوقكم بدل أن تكون الدولة اللبنانية هي الحصن الحصين لكم!..

فمجلس الوزراء في لبنان المفترض به أن يُعنى بشؤون المواطنين وشجونهم، معطل منذ ثمانية أشهر بسبب الاخفاق في تشكيل الحكومة بعد الانتخابات النيابية وفق القانون النسبي. ولذلك تابع اللبنانيون بكثير من الغصة التالي:

المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى عقد اجتماعات برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان لتقديم ما يلزم من دعم لموقع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري تجاه من يحاولون التطاول على دوره الذي كفله له دستور الطائف في تأليف الحكومة!

والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى إلتأم الاسبوع الماضي ليؤكد دعم المطالبات باقصاء وفد الجماهيرية الليبية عن حضور القمة الاقتصادية التنموية في بيروت لأن قضية اختفاء الامام موسى الصدر منذ العام 1978 ما تزال معلقة، ولم يؤد البحث فيها الى أية نتائج ملموسة!

والبطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي ترأس يوم الاربعاء الفائت لقاء للنواب الموارنة في بكركي لـ”رفض كل ما من شأنه المسّ بتوازن المؤسسات الدستورية وصلاحيات كل منها وفي مقدمتها رئاسة الجمهورية بما هي رئاسة للدولة ورمز لوحدة الوطن”. كما جاء في الفقرة الثالثة من البيان الختامي للقاء.

ويوم الخميس تداعى المجلس المذهبي الدرزي الى الانعقاد في دار الطائفة في بيروت تلبية لرغبة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب والوزير السابق وليد جنبلاط من ” أجل تقديم الدعم السياسي والثقافي” كما جاء على لسان جنبلاط نفسه. فيما كشف شيخ عقل الطائفة الشيخ نعيم حسن عن الهدف الحقيقي للقاء حيث قال: “نثق بسياسة وليد بك الوطنية الحكيمة ودورها التاريخي المسؤول لحماية لبنان وطائفتنا المعروفية”.

فهل هذا هو لبنان الذي سعى اليه الاستقلاليون قبل سبعة عقود ونصف؟ أم أنه لبنان الطوائف والمذاهب حيث تسعى كل منها الى التشبث بما لها، مع الخوف من الشريك الآخر ودون أية مراعاة لهواجسه، للوصول بالنهاية الى لبنان الطوائفي المذهبي الذي فعلت به الثورات والحروب فعلها من أجل شرذمته و”تشليعه” تلبية لرغبات وأجندات خارجية لا تمت الى الوطن والوطنية بصلة. وإذا ما أمعن الجميع بالبقاء في هذا النهج والتوجهات فعلى الجميع السلام لأنهم تناسوا أنهم في مركب واحد، وربما لم تؤثر بهم مشاهد النزوح والقهر التي ضربت معظم العالم الذي كانت تُطلق عليه تسمية عربي، وبات اليوم مشرذماً الى حد لا تستطيع أي قمة أن تجمع أقل عدد من زعمائه.


مواضيع ذات صلة: 

  1. ليت لقاء بكركي كان وطنياً وليس مذهبياً… مرسال الترس

  2. رغيفان من الخبز…على رصيف الضمان… مرسال الترس

  3. عندما يتصرف النواب والسياسيون خارج المألوف الاجتماعي… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal