ليت لقاء بكركي كان وطنياً وليس مذهبياً… مرسال الترس

مع صبيحة اليوم الاربعاء، من المفترض أن يستقبل الصرح البطريركي في بكركي لقاءً للنواب الموارنة بدعوة من البطريرك بشارة الراعي. وجاء في مضمون الدعوة:″اللقاء هو للتداول في دور الموارنة بمواجهة الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة، وما بلغت اليه من تردٍ على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وما تقتضيه من مبادرات ومقاصد تنسجم وواجبهم في الحفاظ على دولة لبنان التي كانوا اساس قيامها وقدموا المئات من الشهداء في سبيل بقائها″.

العديد من المراقبين والمتابعين سارعوا الى المقارنة بين السقف العالي لمضمون الدعوة، والنتائج المحتملة لهكذا لقاء يحمل يافطة مذهبية وليست وطنية!..

فمن المتعارف عليه أن الخروج من الازمات السياسية أو الامنية في لبنان منذ الاستقلال وحتى اليوم يتم عبر سبل وطنية وليست طائفية أو مذهبية. فثورة 1958 اقفلت على عنوان لا غالب ولا مغلوب، وحرب 1975 وضعت أوزارها بتوقيع النواب اللبنانيين على ” اتفاق الطائف”، والازمة السياسية في العام 2008 طويت بما يسمى اتفاق الدوحة. فما هي المعطيات المتوفرة اليوم بين أيدي النواب الموارنة دون سواهم من نواب لبنان ليرسموا مستقبل لبنان والمنطقة؟ وهل هم فعلاً قادرون على قلب المعادلات لمجرد لقائهم في بكركي… وهم أصلاً على عدم توافق على العديد من القضايا المحلية الاجتماعية الضيقة كالنفايات والكهرباء مثلاً… فكيف بقضايا المنطقة؟.

وفي جانب آخر من الدعوة ذُكر أن اللقاء هو لتقديم المبادرات من أجل الحفاظ على دولة لبنان. والسؤال الذي يطرح نفسه: متى كان الموارنة وحدهم هم المحور الوحيد للحفاظ على هذه الدولة؟، صحيح ان التاريخ يذكر أن البطريرك الماروني الياس الحويك كانت له اليد الطولى في رسم الكيان اللبناني عام 1920 على الارض الفرنسية. ولكن التاريخ يذكر أيضاً ان استقلال لبنان عن فرنسا قد تحقق بتعاون مسيحي اسلامي!

أما اذا كان الامر مرتبطأ بتأخر عهود ما بعد اتفاق الطائف في تأليف الحكومات فتلك مسؤولية تقع على جميع مكونات العائلة اللبنانية وليس على الموارنة وحدهم، والحل الامثل بحوار يضم الجميع للوصول الى صيغة توافقية، وليس بمقترحات قد يرفضها الآخرون ويقع المحظور!  

إذاً ما هي مقتضيات الذهاب الى لقاءات مذهبية او طائفية وليست وطنية بامتياز؟ لذلك فالتواضع واجب، الاّ اذا كانت هناك أهداف اخرى غير مرئية ومنها على سبيل المثال لا الحصر:ان يكون اللقاء (زوادة) إضافية للبطريرك الراعي في رحلته القريبة الى الولايات المتحدة الاميركية باعتباره المرجعية الاولى للموارنة في الشرق. في حين أن جميع اللبنانيين ومن كل الطوائف يتطلعون اليه ليحمل تسمية بطريرك العرب على غرار سلفه البطريرك الكاردينال بولس المعوشي!.


مواضيع ذات صلة:

  1. هل هي سقطة أم انفصام في مواقف باسيل؟… مرسال الترس

  2. محاولات لإحياء عظام 14 آذار.. وهي رميم… مرسال الترس

  3. جعجع يلبي تمنيات الرئيس عون… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal