مواجهة أمل والتيّار الوطني الحرّ.. إلى أين؟… عبد الكافي الصمد

مع كل يوم يقترب فيه موعد إنعقاد القمة العربية ـ الإقتصادية والتنموية في بيروت بين 19 و20 كانون الثاني الجاري، تزداد فيه حدّة المواجهة السياسية والإعلامية بين فريق رئيس الجمهورية ميشال عون والتيار الوطني الحر من جهة، وفريق رئيس مجلس النواب نبيه بري وحركة أمل من جهة ثانية، وتترجم مواجهة ″إفتراضية″ بين مناصري الطرفين على وسائل التواصل الإجتماعي، وصولاً إلى حدّ ظهور معالم توتر بينهما في الشارع، ما يشكل تهديداً للإستقرار السياسي والأمني في لبنان على أكثر من صعيد.

معالم التصعيد بين الطرفين لم تقتصر على اعتراض فريق برّي وحركة أمل على عدم دعوة سوريا لحضور القمة، وعلى دعوة ليبيا أيضاً على خلفية قضية الإمام موسى الصدر، وهو ما ردّ عليه فريق عون والتيار الوطني الحرّ بأن أمر الدعوات يعود إلى الجامعة العربية، داعياً إلى عدم المزايدة في هذا المجال، بل وصل إلى حدود التلويح بالتهديد المباشر بالمواجهة وفي نبش ليس بريئاً لملفات الحرب الأهلية، ما أثار قلقاً في مختلف الأوساط، يقابله صمت بقية الاطراف عن احتدام السجال بين الطرفين وكأن الأمر لا يعني أحداً، برغم ما يشكله ذلك من تهديد مباشر على الوحدة الوطنية والتماسك الأمني الهشّ، ويفتح مجال التحريض السّياسي والطائفي على مصراعيه.

يوم أمس كان شاهداّ حيّاً على ما بلغه الكباش بين الطرفين، بدأ مع رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل الذي قال إن ذكرى 6 شباط الذي نعرفه هو 6 شباط 2006 في كنيسة مار مخايل (ذكرى التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر)، أما 6 شباط الأول 1984 (ذكرى المواجهة التي قادتها حركة أمل عامها بوجه الرئيس السابق للجمهورية أمين الجميل وأدت إلى إسقاط إتفاق 17 أيار) فلا نعرفه ولم نكن فيه، ما دفع النائب في حركة أمل علي خريس إلى الرد على باسيل بالقول إنه حتماً لا يعرف 6 شباط 1984، هذا التاريخ الذي نقل لبنان إلى عصرالمقاومة والتحرير والقوة والعزة والكرامة، مضيفاً: إننا لا نلوم معاليه لأنه لا ينتمي إلى مدرسة المقاومة التي أسسها الإمام السيد موسى الصدر، وحمل أمانتها رئيس مجلس النواب نبيه بري.

لكن التصعيد لم يقتصر على الجانب الكلامي فقط، إذ قام مناصرون لحركة أمل أمس بنزع علم ليبيا الذي رفع في شوارع العاصمة بجانب أعلام الدول العربية التي ستشارك في القمة، ما دفع النائب في حركة أمل علي بزي إلى التصريح بأن الأعلام الليبية وُضعت على طول الكورنيش كنوع من الإستفزاز والتحدّي، فإلى أين يأخذون البلد؟، مضيفا: لا محذورات في قضية الصدر، وهناك 6 شباط سياسي وغير سياسي، وتصعيدنا لا حدود له، فليطلبوا من الليبي الإعتذار عن الدعوة لأن الوفد لن يدخل.

وترافق ذلك مع بيان أصدرته جهة غير معروفة من قبل تطلق على نفسها “ألوية الصدر”، حذرت فيه من حضور الوفد الليبي إلى بيروت والمشاركة في القمة، أعقبه معلومات عن أن ليبيا تتجه إلى الإعتذار عن المشاركة في القمة العربية.

هذا التوتر الخطير بين الجهتين طرح تساؤلات عدّة، أبرزها: هل سيبقى بينهما وحتى موعد القمة العربية عند هذا الحدّ أم سيتفاقم، وإذا انفجر في الشارع من يحتويه، وسواء عقدت القمة العربية في بيروت بموعدها أم لا، وحضرت سوريا وليبيا (إحداهما أو كلاهما) القمّة أم لا، من يلملم التداعيات من الأرض، ومن يردم الهوة التي تتسع يومياً بين طرفين أساسيين في البلد، بمعزل عن قمة عربية ستكون فائدة لبنان منها ضئيلة جدّاً، في ظلّ حكومة تصريف أعمال، وأجواء إنقسام عربي دفع لبنان في السابق ثمنه غالياً؟.


مواضيع ذات صلة:

  1. نوّاب اللقاء التشاوري للحريري وباسيل: نحن هنا… عبد الكافي الصمد

  2. ماذا يفعل الحريري بمقام رئاسة الحكومة؟… عبد الكافي الصمد

  3. الحكومة تتعثّر بين ″جموح″ باسيل و″غيبوبة″ الحريري… عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal