صورة الاختلافات اللبنانية… سياسيون لا يشجعون منتخب بلادهم… غسان ريفي

كانت لافتة، الصورة التي إنتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وجمعت وزير السياحية أفاديس كيدانيان، والنواب في كتلة المستقبل: طارق المرعبي، رولا الطبش وديما جمالي، وذلك خلال اللقاء الرياضي الذي دعا إليه السفير السعودي في لبنان وليد البخاري في ″يخت كلوب″ لحضور المباراة بين منتخبي لبنان والسعودية في إطار المجموعة الخامسة في بطولة كأس آسيا.

لم تبدُ الصورة طبيعية لا في الشكل ولا في المضمون، بل أظهرت بشكل مزعج، الإختلافات اللبنانية في الانتماء بداية، ومن ثم في تقديم المجاملة على الواجب الوطني.

في الصورة بدا الوزير أفاديس كيدانيان غير معني بالمناسبة، فلم يضع الفولار اللبناني حول عنقه، ما دفع العديد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي الى التساؤل عن السبب، والتذكير بما أعلنه سابقا، ″أنه ينتمي الى أرمينيا أكثر مما ينتمي الى لبنان″، علما أن وظيفته كوزير للسياحة تحتم عليه أن يضع كل الاشارات اللبنانية في مناسبة من هذا النوع لتشجيع لبنان وسياحته والحضّ على زيارته.

وإذا كان الوزير كيدانيان وقف على الحياد، فإن نائبة الأمة ″اللبنانية″ رولا الطبش كانت سعودية بالكامل على حساب منتخب وطنها اللبناني، حيث وضعت فولار العلم السعودي بكل فخر حول عنقها، وعندما سئلت من تشجع، أجابت: ″هيدي عين وهيدي عين″، الأمر الذي يتناقض مع مهامها كنائبة لبنانية ومع حضورها ودورها السياسيين، ويُظهر ضعفا في إنتمائها الوطني، حيث لم يسبق لنائب في البرلمان في كل دول العالم، أن شجع منتخبا منافسا لمنتخب بلاده إلا في ″بلد العجائب″ لبنان.

أما النائبة ديما جمالي، فترجمت كلام زميلتها الطبش بأن ″هيدي عين وهيدي عين″ من دون أن تقوله، حيث وضعت فولارين الأول للمنتخب اللبناني والثاني للمنتخب السعودي، وفي ذلك مجاملة غير محمودة، حيث أن الواجب الوطني يحتم عليها أن ترفع العلم اللبناني وأن تضع الفولار اللبناني دون سواهما وأن لا تجامل أحدا على حساب بلدها.

في غضون ذلك، كان النائب طارق المرعبي منسجما مع نفسه، فجسّد إنتماءه الوطني بوضعه فولار المنتخب اللبناني حول عنقه، وتشجيعه له، بغض النظر عن علاقته مع السفير السعودي، حيث أن العلاقة شيء والمنافسة الرياضية شيء آخر، وهو لاقى إستحسان الشعب اللبناني سواء بتصرفاته أو بتغريداته، وبموقفه الذي من المفترض أن يكون طبيعيا جدا في مباراة من هذا النوع، لكنه بدا متميزا بوجود نواب أرادوا أن يبيعوا ويشتروا، وأن يحققوا مصالح شخصية من خلال مجاملات على حساب إنتمائهم الوطني.


مواضيع ذات صلة: 

  1. بلد كل مين إيدو إلو… غسان ريفي

  2. نورما تُسقط ورقة التوت.. في دولة الفساد تتحول النعمة الى نقمة… غسان ريفي

  3. لماذا لا يريد الحريري وزيرا علويا؟… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal